ورقة المؤتمر الثالث – المنهاج التربوي في التراث الإسلامي بين الأصالة والامتداد – تاريخ انعقاد المؤتمر: 26- 27 – 28 دجنبر 2025

ورقة المؤتمر الثالث

المنهاج التربوي في التراث الإسلامي بين الأصالة والامتداد

تاريخ انعقاد المؤتمر: 26- 27 – 28 دجنبر 2025

الشركاء:

  • مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط
  • مختبر الشرق للدراسات والبحوث التربوية والإنسانية
  • مختبر مناهج العلوم في الحضارة الإسلامية وتجديد التراث بكلية الآداب وجدة،

تمهيد:

لقد كان للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق وشركائه شرف تنظيم النسخة الأولى من هذا المؤتمر في: 26 – 27 فبراير 2021؛ ثم النسخة الثانية في: 27-28-29 ماي 2024؛ ونظرا لأهمية الموضوع وغزارة الإنتاج؛ ونظرا للنجاح الباهر الذي حققه المؤتمر الأول والثاني، من خلال جودة المداخلات، وجدية النقاش الدائر؛ ونظرا لتوصية الباحثين بضرورة تكملة المشروع الذي صمم دورات عدة لإتمام صورة المنهاج المبثوثة والممتدة عبر قرون تاريخ الأمة، فإن اللجنة المنظمة لهذه المؤتمر عزمت بتوفيق من الله تعالى وعونه على إخراج النسخة الثالثة، بناء على الإشكالات نفسها، وطلبا للمقاصد والأهداف ذاتها؛ من أجل استئناف جولات البحث والدراسة في تاريخ الأمة؛ ولذلك فإن جهود الباحثين في هذه النسخة ستنكب على الفترة الآتية:

(من أواسط ق11 ه إلى أواخر ق13ه/ بداية ق 17م إلى أواسط ق 19م)

وأما أسباب هذا التحقيب فترجع إلى طلب الواقعية والشمول والانسجام في تحديد مراحل دراسة المنهاج التربوي؛ ذلك بأن تجربة الأمة قد مر عليها أزيد من أربعة عشر قرنا؛ عرفت فيها تألقا وازدهارا، ثم تراجعا وتقهقرا. ولما كان تناول هذا التراث في مؤتمر واحد من باب المستحيل بالنظر لسعة المادة وغزارتها، وامتداد العطاء في التاريخ أفقيا وعموديا؛ فإننا نهجنا مقاربة الموضوع على مراحل تاريخية، بحيث انكبت الجهود على تراث المرحلة الأولى: (القرون الأربعة الأولى إلى نهاية القرن الرابع الهجري)، حيث استقرت العلوم الإسلامية وضعا، وتدوينا، ومعالجة لإشكالاتها الأصيلة، وعوائقها المعرفية والمنهجية..

ثم كان الاهتمام بتراث المرحلة الثانية: (من بداية القرن الخامس إلى أوسط القرن الحادي عشر للهجرة)، مرحلة المزج المذهبي، وتأثير علم المنطق، والفلسفة اليونانية وغيرهما في علوم المسلمين.

وأما النسخة الثالثة هذه، فإن جهود الباحثين ستتجه إلى الفترة المحددة أعلاه، أي: (من أواسط ق11 ه إلى أواخر ق13ه/ بداية ق 17م إلى أواسط ق 19 م)، وهي المرحلة التي مهدت لدخول الاستعمار ديار المسلمين، وظهور الحركات الوطنية التحررية التنويرية في الشرق والغرب الإسلاميين، والتي سنخصص لها النسخة الرابعة من المؤتمر إن شاء الله تعالى. وفي كل مرحلة نتحرى الوقوف نعلى إنتاجاتها التربوية وخصائصها التعليمية التعلمية، بما يشبه الدراسة المسحية وفق الشروط والضوابط المرعية في فقرة ضوابط البحث الآتي ذكرها؛ وبذلك إن شاء الله يتجلى لنا عطاء الأمة التربوي والتعليمي في كل مرحلة من عمرها المديد منهاجا، وفكرا ونظريات ورجالات…

أولا: القضية المؤطرة لأشغال المؤتمر: 

من المعلوم أن التراث الإسلامي متميز بغزارة إنتاجاته العلمية في جميع التخصصات والميادين، بيد أن هذه الإنتاجات لم تواكب بتآليف مكافئة في فنون التعليم والتدريس؛ ولقد ظل شأن تدبير التدريس أمرا اختياريا، يرجع إلى قناعة المدرسين، وما ترسخ لديهم بالتجربة والخبرة؛ أسهم في ذلك جو الحرية الذي ضمنه الإسلام للعلماء، وموقع الإمامة في الدين الذي بوأهم سلطة التوجيه الديني والدنيوي، ولم يكن لجهة ما أن تتدخل في هذا الشأن السيادي الاختياري الذي كان موكولا إلى ضمير العلماء المدرسين في مختلف التخصصات العلمية، إذ كان «التعليم لا يدخل عندهم تحت البحث و القواعد؛ لأنه موقوف أكثره على المعلم، لا على القواعد الفقهية، فلا يمكن سن القوانين له لئلا يوضع المعلم في غير موضعه، ويوكل إليه ما لم يجعل له، ويحرم من استخدام مواهبه الشخصية».  

ولقد أكد هذه الحقيقة العلامة ابن عاشور بقوله: «فإذا تتبعنا حال التعليم وجدناه اختياريا في سائر أحواله، فالمتعلم يتعلم باختياره، والمدرس يدرس ما يروق لديه من الكتب، ويقرر ما يختار من المسائل، والمؤلف يصطلح على ما يشاء في العلم، وبذلك كان التعليم سائر عصوره اختياريا، وغير مضبوط، ولا متحد بطريقة واحدة».

ومن هذا المنطلق فإن فنون التدريس لم تكن موجهة بقوانين صارمة، وضوابط عامة تعمل على تقريب الاختيارات، وتوحيد الأداء التعليمي التعلمي بين المدرسين حتى داخل المسجد الواحد في البلد الواحد، فكيف بتقريبه بين بلدان متباعدة، ومذاهب مختلفة، بل متنازعة أحيانا أشد ما يكون التنازع.. ومما يساعدنا على فهم هذه الحقائق التاريخية أن فكرة النظام والضبط للتعليم بتدخل من الدولة فكرة متأخرة، ظهرت مع تجربة النهضة الأوربية حيث أصبح التعليم موجها توجيها صارما من أجل خدمة أهداف ومقاصد محددة ينشدها أهل الحل والعقد في المجتمع.

يجمع خبراء التربية والتعليم على أن المنهاج التربوي هو ذلك الكل المجموع المتكون على الأقل من: الأهداف التعليمية التعلمية، وخصائص المربي والمتربي، والبرنامج التعليمي، وطرائق التدربس والتقويم.

ومعلوم أن عناصر المنهاج التعليمي التربوي مبثوثة في تراثنا، متناثرة في مختلف تخصصاته العلمية، غير أنها تحتاج إلى عملية استخراج واستنباط، ثم تركيب وبناء لتصبح منتظمة متسقة، يظهر فيها موقع كل عنصر على حدة، بحيث نراه قائما بذاته يؤدي وظيفته المنوطة به؛ فنكون في آخر المطاف أمام نسق كامل الأركان، متكامل الأدوار؛ يصح أن نسميه المنهاج التربوي للأمة الإسلامية..

إن منظومتنا في التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي لن يكتب لها النجاح في أهدافها، والنجاعة في منطلقاتها حتى تبنى على تجاربنا التاريخية الرائدة، بالتبصر في خصائصها التربوية من حيث أهدافها ومراميها، وطرقها في التدريس وأساليبها فيه، وكيف تطورت؟ وما عوامل قوتها، وأسباب ضعفها حين تخلفت وتدحرجت؟ لا يمكن تحقيق الإقلاع الحضاري، والنهضة العلمية بدون السير في الأرض، والإبحار في التاريخ للنظر في إنجازات القرون الخوالي، وعطاءات الأمة في عصورها الذهبية، ومجدها التليد، لا مندوحة من وقفة الاعتبار والاستبصار؛ للوقوف على السنن الاجتماعية الربانية، كيف جرت؟ وكيف هي تجري الآن؟

ثانيا: إشكالية المؤتمر:

بناء على ما تقدم فالمشكلة مشكلة منهاج موجود في تراثنا، غائب عن واقعنا، حاضر في وجداننا وضمائرنا، غريب في برامجنا ومناهجنا؛ مما يحتم ضرورة تضافر الجهود لاستخراج هذا المنهاج التعليمي التعلمي باستقراء كتب التراث في مختلف التخصصات؛ حتى يتم جمع المتفرق، وتركيب المفكك، وضم الشريد، وتقريب البعيد؛ ليتسنى لنا الحديث عن منهاج متكامل في التربية والتعليم واضح العناصر، جلي الأركان تماما كما يتحدث الناس اليوم عن المنهاج كما سبقت الإشارة.

ثالثا: أهداف المؤتمر:

  1. بناء المنهاج التربوي التعليمي الأصيل للمرحلة المدروسة، وتركيب عناصره تركيبا نسقيا. 
  2. صياغة الأسس المرجعية التي ينبني عليها المنهاج التربوي فلسفيا ومعرفيا ونفسيا..
  3. استقراء عناصر المنهاج التعليمي التعلمي، وإبراز خصائصها ومميزاتها.
  4. تقريب تجربة السلف، وتيسير سبل الانفتاح عليها من أجل الاستفادة منها والاسترشاد بهديها.
  5. نفض الغبار عن تجاربنا التاريخية الحية وفاء لعطاء السلف في فنون التربية والتعليم.

رابعا: محاور المؤتمر:

المحور الأول: جهود علماء أصول الشريعة في بناء المنهاج التربوي

  • الجهود اللغوية والأدبية
  • جهود علماء أصول الدين وأصول الفقه
  • جهود علماء أصول الحديث والسيرة النبوية
  • جهود علماء أصول التفسير
  • جهود التجربة الصوفية

المحور الثاني: جهود علماء التاريخ والسوسيولجيا والفلسفة والفكر التربوي في بناء المنهاج التربوي.

  • جهود علماء الفكر التربوي 
  • جهود علماء التاريخ والسوسيولجيا
  • جهود علماء الفهرسة والرحلات والتراجم والطبقات..
  •  جهود علماء الفلسفة الإسلامية 

المحور الثالث: جهود العلوم الكونية في بناء المنهاج التربوي

  • علوم الرياضيات
  • علوم الفيزياء والكيمياء
  • علم الفلك 
  • علوم الحياة والأرض والطب 

المحور الرابع: نظريات تربوية أصيلة رائدة، والتربية على القيم

  • صياغة الأسس المرجعية للمنهاج التربوي التراثي فلسفيا ومعرفيا ونفسيا
  • رصد النظريات التربوية وإبراز معالمها
  • رصد مقاربات بيداغوجية وديدكتيكية تراثية
  • رصد أشكال فعالة في التربية على القيم بناء وتقويما

خامسا: ضوابط المشاركة:

  • أن يندرج البحث في أحد المحاور المستهدفة بالدراسة.
  • أن يتقيد الباحث بالمرحلة المبحوث فيها.
  • أن يعمل الباحثون في أسس المنهاج التربوي على بناء الأساس الفلسفي والنفسي والمعرفي خاصة.
  • ان يتجه البحث إلى استخراج عناصر المنهاج المبينة في إشكالية المؤتمر كلا أو جزءا.
  • أن يستوعب البحث أهم مؤلفات المؤلف في التخصص المبحوث 
  • أن يحرص الباحث في النظريات التربوية على إبراز خصائص النظرية التربوية: منطلقاتها، وأهدافها، وقواعدها التربوية..
  • أن يركز في التربية على القيم على أشكال البناء والترسيخ والتقويم، فضلا عن قيمة القيم وأهميتها، وخصائصها في كتب التراث..

سادسا: مواعيد مهمة:

  • تاريخ انعقاد المؤتمر: 26- 27 – 28 دجنبر 2025
  • أخر أجل لتسلم الملخصات وتعبئة استمارة المشاركة، وموجز السيرة العلمية: 10 ماي 2025م. (يتضمن الملخص: فكرة البحث وإشكاليته والمنهج المعتمد وأهم المحاور، على ألا يزيد عدد الكلمات عن خمسمائة كلمة
  • الرد على أصحاب الملخصات: 30 ماي 2025.
  • تسلم البحوث كاملة للتحكيم والإعداد للطبع: 30 أكتوبر 2025م.
  • الإعلان عن البحوث المقبولة، ومراسلة أصحابها بشأن الملاحظات والتصويبات: 30 نونبر 2025.

ترسل الملخصات إلى البريد الالكتروني الآتي:

cfcras.2022@gmail.com

التنسيق العام واللجنة التنظيمية: