ديبــــاجة
تميز
دخول
المغرب إلى الألفية الثالثة بإصدار قوانين جديدة تعيد هيكلة التكوين والبحث العلميين في الجامعات
والمعاهد
ومؤسسات التكوين العالي. ولم تكن مؤسسة دار الحديث الحسنية استثناء من هذا الوعي العميق بالحاجة إلى
اندماج
مؤسسات التعليم العالي الشرعي في صيرورة إصلاح التعليم والتكوين ببلادنا. وكما شكلت هذه المؤسسة العلمية
العتيدة
عند تأسيسها عناية إمارة المؤمنين الخاصة في سياق إيجاد خلف كفء لجيل الرواد من علماء المغرب الحديث؛
فإن إعادة
تنظيم التكوين والبحث العلمي بها جاء بمبادرة ملكية كريمة في إطار نهج تجديد الحقل الديني وتأهيل
مؤسساته للنهوض
الجيد بمسؤولياتها العلمية والتربوية الجسيمة.
وقد نص الظهير الشريف القاضي بإعادة تنظيم مؤسسة دار الحديث الحسنية على أن ذلكم التجديد والتأهيل « لا يمكن أن يتحقق إلا بتوفير الموارد البشرية المؤهلة من خلال التكوين المتين لعلماء مفكرين متنورين؛ يجمعون بين المعرفة المعمقة بعلوم الإسلام، والدراية بمناهجها، وبين الانفتاح على الحوار والتفاعل مع مختلف العلوم الإنسانية، والتعايش مع قيم الفكر الإنساني في أنبل مقاصده، والتمكن من لغة التواصل معه أخذا وعطاء؛ كي يواصلوا مسيرة أسلافهم الذين أسهموا في بناء الحضارة، وتطوير الفكر، ونشر قيم المعرفة الحقة ».
ولا شك أن هذه المقاصد النبيلة تستلزم – ضمن ما تستلزم – قيام الصرح العلمي الجديد للمؤسسة على مشاريع للتكوين والبحث تصب فيها جهود المنتمين إلى المؤسسة والمتعاونين معها. فالانطلاق من مشروع محدد الأهداف والوسائل والمراحل والتكاليف يتيح للمؤسسة العلمية وضوح الرؤية، وواقعية الطموح، وطول النفس، وسهولة التقويم، ويوفر لمنفذي المشروع الحوافز النفسية والمادية الكفيلة بانخراطهم فيه إلى أقصى المستطاع.
وقد اختارت
مؤسسة دار الحديث الحسنية أن يكون مشروعها العلمي لهذه السنة في « تدبير الاختلاف في المجال الإسلامي ».
فظاهرة الاختلاف – وإن كانت سنة من السنن الإلهية في العلاقات الإنسانية – تشكل تحديا كبيرا لاستقرار
المجتمعات
والدول، ومعطى يمكن أن يصبح رافدا من روافد إثراء التجربة الاجتماعية والإنسانية المشتركة ومصدر قوة
للثقافة
والفكر، كما يمكن أن يتحول إلى قاعدة تغذية لأنماط من الكراهية والتمييز والصراعات كثيرا ما تحسم
بالعنف. وإذا
كانت تجربة المجتمعات الإسلامية في علاقاتها الداخلية وفي صلاتها الخارجية زمن الرقي الفكري قدمت
للإنسانية
نماذج راقية في قبول الاختلاف وتدبيره؛ فإن حالة هذه المجتمعات اليوم تنذر بتفاقم ظاهرة العنف في حل
الخلافات
وتحول الخصوصيات العقدية والمذهبية واللغوية والاختيارات الفكرية – حتى داخل التيار الفكري العام- إلى
فتيل قابل
للاشتعال بمجرد توافر ظروف الاحتكاك أو التنافس؛ خاصة مع وجود عوامل خارجية قد تغذي الخلاف.
وتأسيسا على ما سبق، فإن الدراسة العلمية للظاهرة؛ تأصيلا لمفاهيمها ومظاهرها في التصور الإسلامي، ورصدا لتجلياتها في تجربة المجتمعات الإسلامية، وتحليلا للعوامل الفكرية والثقافية والاجتماعية التي تحدد مسارها الاستيعابي أو الإقصائي، وتلمسا لآليات عملية ناجعة في تدبيرها سواء على المستوى الداخلي (فيما بين المسلمين أنفسهم) أو الخارجي (العلاقة مع الأقليات- المجتمعات- الدول…غير المسلمة)… إن تلكم الدراسة شرط لا بديل عنه في الفهم المفضي إلى الابتكار والإبداع في إيجاد الحلول وتصميمها. وغني عن التذكير بأن المؤسسة وهي تسعى إلى بلورة هذا المشروع العلمي تستحضر المكانة المتميزة لبلدنا المغرب باعتبار مرجعيته وإشعاعه السني الوسطي، ونزوعه إلى الاعتدال والتسامح، والكسب التاريخي الذي حققه في مجال تعايش الأديان والثقافات.
وصف المشــــروع
تمكنت
مؤسسة
دار الحديث الحسنية خلال الميزانية المالية لسنة 2009 من الحصول على مبلغ من ميزانيتها الخاصة مخصص
للبحث العلمي
فقررت على إثره الشروع وإقرار مشروع للبحث العلمي اتخذت له تدبير الاختلاف في المجال الإسلامي موضوعا
له.
يتكون هذا
المشروع من عدة فقرات:
الفقرة
الأولى
تتعلق بالندوات والموائد المستديرة والمحاضرات
نظمت
مؤسسة
دار الحديث الحسنية ندوة في موضوع: “تمييز أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأثره في تقليل الأحكام”،
يومي
الاثنين والثلاثاء 28- 29 من ذي القعدة 1430هـ/ 16-17 نونبر 2009 بمقر المؤسسة. بمشاركة ثلة من العلماء
والأساتذة والباحثين المتخصصين من داخل المغرب وخارجه. واعتبرت هذه الندوة حسب المنظمين، أول ندوة علمية
تنظمها
دار الحديث الحسنية في إطار مشروعها العلمي المتعلق بتدبير الاختلاف في المجال الإسلامي، حيث أصبح هذا
الموضوع
جزء من وظائف المؤسسة…
وحدد
المنظمون للندوة خمسة أهداف وهي:
1. التأصيل الشرعي لتمييز أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، وجهود العلماء
السابقين في
ذلك.
2. تمييز ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم على وجه الإمامة والقيادة في الحرب
والسلم، وفي
الاجتهاد في حصر أحاديث الأحكام التي خرجت على هذا الوجه، وبيان أثر هذا الحصر في تقليل الخلاف.
3. تمييز ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم على وجه القضاء أو الإصلاح بين الناس،
والاجتهاد في خصر أحاديث الحكام التي خرجت على هذا الوجه، وبيان أثر هذا الحصر في تقليل الخلاف.
4. تمييز ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم وسبيله التشريع العام، لكنه خرج على
غير سبيل
العزم والعموم، والاجتهاد في حصر أحاديث الحكام التي خرجت على هذا الوجه، وبيان أثر هذا الحصر في تقليل
الخلاف.
5. وضع الضوابط الحاكمة للتمييز بين ما هو من التشريع العام وما هو ليس كذلك.
كما عقدت مائدة مستديرة بعنوان “آليات تدبير الاختلاف بين الفقه والمؤسسات التشريعية الحديثة” يوم 10
دجنبر
2009، بمشاركة مجموعة من الباحثين والمفكرين من داخل المغرب وخارجه. ويأتي موضوع هذه المائدة
المستديرة
ضمن الشواغل المعرفية التي تشتغل عليها مؤسسة دار الحديث الحسنية، والتي تستدعي نقاشا وحوارا حقيقيين
وجادين؛
سعيا إلى بناء تصور حول موضوع ازدواجية تقرير الأحكام المنظمة للمجتمع ولعلاقات التعايش بين أفراده،
وإنهاء
آثاره السلبية.
ولعل مما يساعد على
ذلك استعراض ومناقشة العناصر المعتمدة لدى الفقه ومؤسسات الدولة الحديثة في تقرير الأحكام وما بينها من
اختلاف.
من أهم هذه العناصر: المرجعية. الجهة المختصة بالتقرير. طبيعة الحكم المقرر. وتلكم هي أهم العناصر التي
ناقشتها
المائدة؟
كما من
المنتظر أن تعقد مائدة مستديرة ثانية في موضوع “مؤسسات تدبير الاختلاف في التجربة الإسلامية “، تتناوله
من خلال
محورين كبيرين:
المحور
الأول: استخلاص المبادئ العامة والمفاهيم المرجعية الكلية التي كانت تصدر عنها النظم
والمؤسسات في
التجربة الإسلامية، ويعالج هذا الجانب بمنهجية تحليلية نقدية تتجاوز الوصف والسرد التاريخي، والتقريرات
المذهبية
والمدرسية.
المحور
الثاني: إبراز الإجراءات العملية والتنظيمية التي كانت تسلكها كل خطة أو مؤسسة على حدة في
تدبير
الاختلاف: (القضاء، الفتوى،الشورى، الحسبة، ديوان المظالم…)
أما فيما يخص
ببرنامج المحاضرات فقد استدعي لإلقائها عدد من الأساتذة المغاربة وكذلك عدد من ضيوف أجانب من الشرق
العربي ومن
ماليزيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وهولندا، وكلها ترتبط بالدراسات الإسلامية وبالخصوص في
علاقاتها
مع الديانات الأخرى.(انظر جدول الأنشطة الثقافية لموسم 2009- 2010)
الفقرة الثانية: تأليفات
أ –
تتعلق
بإنجاز مؤلف جماعي في موضوع “الاختلاف في المجال الإسلامي تأصيلا وتدبيرا”
ب – كتاب
“التأليف في الاختلاف الفقهي والأصولي في القرن الثاني الهجري : دراسة في الخصائص والوظائف والآثار” (د
الناجي
لمين).
ج – كتاب
“كيف نختلف ؟ وهو كتاب تربوي تثقيفي موجه للشباب يقدم لهم رؤية عن مشروعية الاختلاف وآدابه وكيفية
تدبيره
(بتعاون مع المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية – تطوان)
د – كتاب في
تقويم أعمال الأستاذ الدكتور طه عبد الرحمن حول حق الاختلاف في الإسلام (د . حمو النقاري)
الفقرة
الثالثة:
الترجمة
ارتأت
المؤسسة ضمن مشروعها العلمي هذا ترجمة بعض الكتب التي رأت أن لها أهمية في الدراسات الإسلامية وفي نظرة
الغرب
كذلك إلى الإسلام. منها:
أ – ترجمة
كتاب : Alain Touraine
Pourrons-nous vivre
ensemble ? Egaux et différents
Editions
Fayard ;
1997
ب – ترجمة
كتاب : Françoise Dastur
Philosophie et
différence
Editions
Transparence ; 2004
pages
128
ج – ترجمة
كتاب : Anne-Marie Schimmel
And Muhammad is
His
Messenger
Veneration of the
Prophet in Islamic
Piety (Studies in
Religion) :
University of North
Carolina Press ; 1985
د – ترجمة
كتاب : تاريخ النص القرآني : من الوحي إلى التدوين مقارنا
بالكتب السماوية
الأخرى History of text Quran
England
Edition
1997.
د . محمد
مصطفى الأعظمي . Dr. Mohammed Mustapha Al Adami
الفقرة الرابعة: الطبع
والفقرة
الأخيرة من هذا المشروع تتعلق بطبع كتب لها أهمية ثقافية أو علمية، وقد بدأت المؤسسة بطبع كتاب “الأبحاث
السامية
في المحاكم الإسلامية” للمرحوم محمد المرير التطواني، كما رشحت بعض الأطروحات المتميزة لهذا
الطبع.
كما قررت المؤسسة
الاشتراك في بعض المجلات ذات الاهتمام المشترك، منها :
– مجلة دراسات (
الجامعة الأردنية )
– المسلم المعاصر :
مجلة فصلية فكرية تعالج شؤون الحياة المعاصرة في ضوء الشريعة
الإسلامية مؤسسة
المسلم المعاصر، بيروت
– مجلة مؤتة للبحوث
والدراسات (جامعة اليرموك )
– مجلة الشريعة
والدراسات الإسلامية ( الكويت )
– قضايا
إسلامية
معاصرة : لبنان .
– مجلة إسلامية
المعرفة : المعهد العالمي للفكر الإسلامي :فيرجينيا – الولايات المتحدة
الأمريكية
.
–
شؤون الأوسط
– المستقبل العربي
–
المجلة العربية للثقافة : المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة .
– المجلة العربية
للتربية : المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة .
– Cemoti : Cahiers
d’études sur la méditérranée orientale et le monde
Turco Iranien :
l’Association française pour l’étude de la Méditerranée
orientale et du
monde turco-iranien (AFEMOTI)-France
–
Islamic
studies:
Pakistan :
– A A N (Annuaire
de l’Afrique du nord) Cnrs-France
– Annales
islamologiques dir. Nicolas Grimal
– Le
Caire :
Institut français d’archéologie orientale
–
Arabica : revue
d’études arabes et islamiques – fondée par
E.
Levy-Provençal
– Leiden : E. J.
Brill
Bulletin critique
des annales islamologiques-éd. Institut français
d’archéologie
orientale du Caire
Le Caire : Institut
français d’archéologie orientale
-Bulletin
d’études
orientales
éd. Institut
français de Damas
Damas : Institut
français de Damas
برنامج : :
Arabic-English Lexicon
Edward William Lane
:
AramediA. CD-ROM.
ASIN .2004 / 3908153557
– الاشتراك في
النسخة الإلكترونية لدليل : Index Islamicus
المنفدون
يشرف على
تنفيذ مشروع البحث العلمي:
أولا: لجنة مشروع
البحث العلمي
تتكون هذه اللجنة من
الأساتذة:
د . أحمد الخمليشي
د .
عبد الحميد عشاق
د . الناجي لمين
د .
أحمد السنوني
د . فريدة زمرو
د .
نادية حليم
د . بشرى
شاكرالمنفذون :
ثانيا: أساتذة
المؤسسة
ثالثا: أساتذة
متعاونون
رابعا: خبراء
ومتخصصون من داخل المغرب وخارجه