الرئيسية / الأربعون حديثا أو طرفة العالم من كلام أبي القاسم للإمام أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري (ت833هـ).

عدد المشاهدات 13

عدد التحميلات 1

عنوان المقال : الأربعون حديثا أو طرفة العالم من كلام أبي القاسم للإمام أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري (ت833هـ).

الكاتب(ة) : د. مصطفى سليمي

الأربعون حديثا
أو طرفة العالم من كلام أبي القاسم
للإمام أبي الخير محمد بن محمد
ابن الجزري(ت833هـ)

 –  تقديم وتحقيق –

  د. المصطفى سليمي
  المركز التربوي الجهوي،آسفي

  إن مما يقطع به أنه لم تُعن أمة من الأمم بكلام من أرسل إليها عناية الأمة الإسلامية بما صدر عن رسولها صلى الله عليه وسلم، فقد بذل علماؤها الأنفس والأموال، وهجروا المساكن والأوطان، وركبوا كل صعب وذلول، تركوا الراحة والدعة، واستصحبوا المشقة والنصب في سبيل حفظ حديثه (ﷺ)، إيمانا منهم بعظم أجر ذلك، وسلوكا منهم إلى الجنة أفضل المسالك. حاديهم في ذلك قول المصطفى (ﷺ):”نضر الله امرء سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه…” الحديث. فتصدوا ” لضبطه وحفظه، واعتنوا بنقله وتحقيق معناه ولفظه، وبحثوا عن أسانيده ومتونه، ونقبوا عن أنواعه وفنونه، وجمعوا في متونه التصانيف، وأحسنوا في فنونه التواليف، فهم عدول الأمة في الدين، والقائمون بهذا الفرض في العالمين “.

  وكان من جملة المصنفات التي عني المحدثون بها كتب الأربعينات في الحديث وغيره، فقد صنفوا في هذا الباب ما لا يحصى كثرة ، ” واختلفت مقاصدهم في تأليفها وجمعها وترتيبها، فمنهم من اعتمد على ذكر أحاديث التوحيد وإثبات الصفات، ومنهم من قصد ذكر أحاديث الأحكام، ومنهم من اقتصر على ما يتعلق بالعبادات، ومنهم من اختار حديث المواعظ والرقائق، ومنهم من قصد إخراج ما صح سنده وسلم من الطعن، ومنهم من قصد ما علا إسناده، ومنهم من أحب تخريج ما طال متنه وظهر لسامعه حين يسمعه حسنـه، إلى غير ذلك، وسمى كل واحد منهم كتابه بكتاب الأربعين “.

  وكان أول من ذُكر عنه أنه ألف فيها الإمام المحدث عبد الله بن المبارك (ت181)، ثم تلاه في ذلك المحدثون، واقتفوا أثره، وممن اشتهر عنهم الإكثار الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر (ت571)، والحافظ أبو طاهر السلفي (ت576)، ومن المتأخرين الحافظ زين الدين العراقي (ت806)، وتلميذاه ابن حجر العسقلاني (ت852)، وابن الجزري الدمشقي (ت833) وغيرهم كثير.

ومن كتب الأربعينات المطبوعة:
     الأربعون، للحسن بن سفيان النسوي(ت303هـ) .
     الأربعون التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على حفظها، لأبي بكر محمد ابن الحسين الآجري(ت360هـ) .
     الأربعون على مذهب المتحققين من الصوفية، لأبي نعيم الأصبهاني (ت430هـ) .
     الأربعون الصغرى، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي(ت458هـ) .
     الأربعون في دلائل التوحيد، لعبدالله بن محمد الهروي(ت481هـ) .
     الأربعون الودعانية الموضوعة، لأبي نصر محمد بن علي بن ودعان الموصلي(ت494هـ) .
     الأربعون البلدانية المسماة: الأربعين المستغنى بما فيه عن المعين، لأبي طاهر أحمد بن محمد السِّلَفي الأصبهاني(ت576هـ) .
     كتاب الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين، لأبي الحسن علي بن المفضل المقدسي الإسكندراني المالكي (ت611هـ) .
     الأربعون في فضل الدعاء والداعين، لأبي الحسن علي بن المفضل المقدسي(ت611هـ) .
     الأربعون حديثا، لأبي علي الحسن بن محمد الصدر البكري(ت656هـ).
     الأربعون النووية، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي(ت676هـ) .
     الأربعون العشارية، لأبي الفضل عبدالرحيم بن الحسين العراقي(ت806هـ).
     الأربعون في ردع المجرم عن سب المسلم، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني(ت852هـ) .
وكان لحفاظ الغرب الإسلامي في هذا الباب إسهام كبير، فألفوا فيها مصنفات جمة، تضمنت فوائد مهمة، وممن اشتهر عنه التأليف فيها:
     أبو بكر محمد بن علي بن عبد الله بن ياسر الجياني (ت563) .
     أبو عمر يوسف بن عبد الله، يعرف بابن عياد (ت575) .
     أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن التجيبي (ت610) .
     أبو القاسم محمد بن عبد الواحد الغافقي الملاحي (ت619) .
     أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي (ت634) .
     أبو عبد الله إبراهيم بن عبد الله، يعرف بابن حريرة (ت635) .
     أبو عبد الله محمد بن علي بن عسكر الغساني (ت636) .
     أبو عبد الله محمد بن عبد الله، ابن الأبار الأندلسي (ت658) .
     محمد بن يوسف بن مسدي (ت663) .
     أبو عبد الله محمد بن سليمان المعافري، يعرف بابن أبي الربيع (ت672).

  ومن الأربعينات التي لم تطبع بعد “الأربعين” المسماة “طرفة العالم من كلام أبي القاسم” للحافظ المحدث المقرئ محمد بن محمد بن الجزري الدمشقي (ت833)، وهو وإن كان مشرقيا إلا أن اتصال أسانيده بالمغاربة،واتصال أسانيدهم به واضح جلي من خلال مصنفاته،سواء في علم القراءات-وهو الأغلب-أو في علم الحديث.

  وهي أحاديث جمعها وانتقاها المؤلف من الصحيحين، بدأها بحديث ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، وختمها بحديث “إنما الأعمال بالخواتيم”، ليتناسب البدء مع الختام.

  نسبة الكتاب إلى ابن الجزري: جل من ترجم له ذكر له هذا الكتاب ضمن مؤلفاته، لكنه وقع مسمى عندهم جميعا بالأربعين، والمصدر الوحيد الذي وقفت عليه فيه مسمى باسمه الذي سماه به مصنفه هو كتاب ” صلة الخلف بموصول الخلف ” لمحمد بن سليمان الروداني (ص292)، حيث أورده في جملة مروياته.

  النسخة المعتمدة، وعملي في إخراجها: لقد اعتمدت على نسخة مصورة عن مكتبة باريس الوطنية تحت رقم (762)، وهي مكتوبة بخط جيد مقروء، لا سقط فيها ولا طمس، ولا تحريف ولا تصحيف، سوى ما وقع من الوهم في استعمال بعض الرموز، ولعل ذلك من الناسخ، وقد نبهت على ما وقع من ذلك في الهوامش، وصححت ما ينبغي تصحيحه، وهو قليل نادر.

  والنسخة عبارة عن لوحتين اثنتين، في كل واحدة وجهان. ولم تذيل بتاريخ النسخ، ولا باسم الناسخ لها. وأما عملي فقد اقتصر على إخراج النص كاملا صحيحا،ولم أشأ أن أثقل البحث بالهوامش بحيث اقتصرت على ما كان ضروريا كتخريج الحديث،ولم أترجم للصحابة المذكورين،لأن ذلك يطيله،ويبعده عن أن يكون بحثا صالحا للنشر في مجلة علمية.

النص المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الفقير إلى رحمة ربه محمد بن محمد بن محمد بن الجزري لطف الله تعالى به: الحمد لله رب العالمين، والصلاة على سيد خلقه محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد، فهذه أربعون حديثا من كلام سيد المرسلين خرجتها من أصح الصحيح، وأفصح الفصيح، بأقصر اللفظ، تيسيرا للحفظ، إذ قد ورد عنه (ﷺ): “من حفظ من أمتي أربعين حديثا بعثه الله تعالى يوم القيامة فقيها عالما “. حشرنا الله في جملة العلماء، وجعلنا من الأتقياء والسعداء. فما أخرجه البخاري قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أخرجه مسلم قلت قال النبي عليه السلام، وما اتفقا على إخراجه قلت قال (ﷺ)، وسميته” طرفة العالم من كلام أبي القاسم”، نفعنا الله تعالى به، آمين يا رب العالمين.

الحديث الأول: جابر بن عبد الله قال (ﷺ):” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.

الحديث الثاني: قال النبي (ﷺ) : “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

الحديث الثالث: أبو هريرة،قال (ﷺ):” آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان”.

الحديث الرابع: ابن عمر، قال (ﷺ):” بني الإسلام على خمسة ؛ على أن يوحد الله تعالى، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام شهر رمضان، والحج “.

الحديث الخامس: عبادة بن الصامت، قال النبي (ﷺ):” من شهد على أن لاإله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، حرم الله عليه النار”.

الحديث السادس: قال النـبي(ﷺ):”من توضـأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظافره “.

الحديث السابع: بريدة بن الحصيب، قال(ﷺ): “من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله”.

الحديث الثامن: أبو هريرة وأبو أيوب رضي الله عنهما، قال النبي (ﷺ): “من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصائم الدهر”.

الحديث التاسع: أبو هريرة وأبو أيوب رضي الله عنهما، قال رسول الله (ﷺ):”من حج لله فلم يرفث، ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه “.

الحديث العاشر: أبو هريرة قال النبي(ﷺ):” من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا”.

الحديث الحادي عشر: أبو هريرة، قال(ﷺ):” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ؛ إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق في المسجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه “.

الحديث الثاني عشر: عائشة، قال e:”اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به “.

الحديث الثالث عشر: أنس، قال رسول الله e:”إياكم ودعوة المظلوم، وإن كان كافرا “.

الحديث الرابع عشر: جرير، قال رسول الله e:” لا يرحم الله من لا يرحم الناس”.

الحديث الخامس عشر: أبو هريرة قال النبيe:”من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق”.

الحديث السادس عشر: عن عائشة، قال رسول اللهe:” من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار”.

الحديث السابع عشر: أبو هريرة رضي الله عنه، قال النبيe:”لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا”.

الحديث الثامن عشر: أنس ومعاذ، قال النبي (ﷺ) :” من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه”.

الحديث التاسع عشر: ابن عمر قال: “لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما “.

الحديث العشرون: عثمان وعلي قال رسول الله (ﷺ):” خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.

الحديث الحادي والعشرون: أبو هريرة، قال (ﷺ): “من يرد الله به خيرا يفقه في الدين”.

الحديث الثاني والعشرون: عائشة قال (ﷺ):” إن شر الناس عند الله يوم القيامة عبد أذهب آخرته بدنيا غيره “.

الحديث الثالث والعشرون: علي، قال النبي (ﷺ) :” أيها الناس أقيموا الحدود على أرقائكم “.

الحديث الرابع والعشرون: جرير، قال النبي (ﷺ):” إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة”.

الحديث الخامس والعشرون: أبو هريرة رضي الله عنه، قال (ﷺ): ” من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله تعالى بكل إرب منها إربا منه من النار”.

الحديث السادس والعشرون: عثمان، قال (ﷺ) : “من بنى لله مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله مثله في الجنة”.

الحديث السابع والعشرون: عمر، قال (ﷺ):” من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة”.

الحديث الثامن والعشرون: عائشة، قال (ﷺ) : “اتقوا النار ولو بشق تمرة”.

الحديث التاسع والعشرون: أبو مسعود، قال النبي (ﷺ):”من دل على خير فله مثل أجر فاعله”.

الحديث الثلاثون: صفية بنت عبيد، قال النبي e:”من سأل عرافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”.

الحديث الحادي والثلاثون: ابن مسعود، قال e:”المرء مع من أحب”.

الحديث الثاني والثلاثون: ابن عمر رضي الله عنه، قال رسول الله (ﷺ): “من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة”.

الحديث الثالث والثلاثون: النحاس بن سمعان، قال النبي (ﷺ) :”البر حسن الخلق”.

الحديث الرابع والثلاثون: أم سلمة، قال النبي (ﷺ):”من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم”.

الحديث الخامس والثلاثون: عمر، قال رسول الله (ﷺ):”من كان حالفا فليحلف بالله، أو ليصمت”.

الحديث السادس والثلاثون: عائشة، قال (ﷺ):”لا عدوى، ولا طيرة، ولا غول”.

الحديث السابع والثلاثون: أبو طلحة، قال رسول الله (ﷺ):” لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة تماثيل”.

الحديث الثامن والثلاثون: أبو مسعود، قال (ﷺ):”من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه”.

الحديث التاسع والثلاثون: أبو هريرة رضي الله عنه، قال (ﷺ):” من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي”.

الحديث الأربعون: سهل بن سعد، قال (ﷺ):”إنما الأعمال بالخواتيم “.

صدق رسول الله، وصدق حبيب الله. تمت الأحاديث، والله أعلم بالصواب.