الرئيسية / التكوين في مؤسسات الدراسات الإسلامية.

عدد المشاهدات 13

عدد التحميلات 1

عنوان المقال : التكوين في مؤسسات الدراسات الإسلامية.

الكاتب(ة) :

ملف العدد

التكوين في مؤسسات الدراسات الإسلامية

 توطئة :

  قدمت إدارة دار الحديث الحسنية ورقة علمية تضمنت طائفة من الأسئلة تخص واقع التكوين ومنهجه في مؤسسات الدراسات الإسلامية، وقررت استدعاء علماء وأساتذة مختصين لدراسة هذا المحور وتداول الرأي فيه، وإليكم نص الورقة:

  الباعث على اختيار هذا الموضوع هي الأسئلة التي يفرضها الواقع على كل متتبع للشأن المعرفي والتعليمي في المغرب وباقي الأقطار الإسلامية.

  من هذه الأسئلة:

    • ما هي وظيفة الدراسات الإسلامية –وبالأخص العليا منها-؟ هل المقصود مجرد تلقين المعلومات كما هي مدونة في المتون والشروح؟ أم الأمر يتجاوز ذلك ليفرض توجيه الدارس إلى تقييمها، والبحث في مناهجها للاستفادة مما هو صالح للاستفادة، وتجديد ما يتطلب التغيير والملاءمة؟ ولنضرب هنا مثلا: ضوابط ومناهج دراسة الحديث رواية ودراية، هل اكتملت ولم تعد تقبل مراجعة ولا إضافة؟
• وعلم أصول الفقه؟ أليس فيه الكثير من الموضوعات التي تدعو إلى التأمل وإعادة الصياغة؟
• لماذا يدرس “أصول الفقه” ولا يستعمل الدارس شيئا من مضمونه سواء في تقييم الفقه الموروث، أو في إنتاج فقه للوقائع الجديدة في العلاقات الاجتماعية؟
• ما هي أسباب انفصال الدراسات الإسلامية في مجال العلاقات الاجتماعية عن واقع الحياة التي يعيشها الناس؟ ونقصد بذلك عدم الاهتمام بمضمون التشريعات الدستورية والقضائية والإدارية وقوانين الحريات العامة، والضرائب، والتقاعد وغيرها… بل حتى العقود التي طرأت عليها تغييرات جوهرية، مثل عقود العمل، والكراء، والرهن، والشركة.. يقتصر على تناولها بالطريقة المقررة في الشروح والحواشي المخالفة لكثير من الأحكام الجوهرية لما يجري به التعامل اليومي بين الناس، ويطبقه القضاء في أحكامه وقراراته…
• وإذا رجعنا إلى دار الحديث الحسنية خصوصا المؤسسة قبل حوالي أربعة عقود، نجد المتخرجين منها بلغ عددهم عشرين ومائة وألفا (1120)، منهم اثنان وسبعون ومائــة (172) ناقشوا دبلوم الدراسات العليا (الماجستير)، وست وسبعون (76) ناقشوا أطروحة الدكتوراه، عدد مهم منهم عملوا أو ما يزالون يعملون في مؤسسات التعليم العالي، وأصدروا عدة مؤلفات. من خلال تلك الرسائل والأطروحات والمؤلفات، ماذا يمكن أن نرصده من تجديد في مناهج الدراسة والتكوين، وإضافات في مجالات علوم القرآن والحديث والأصول والفقه، والفكر الإسلامي عموما؟
• هل نظام الدبلوم والدكتوراه الجديد ملائم لدار الحديث الحسنية الموكل إليها تكوين علماء مرموقين يسهمون في المسيرة التجديدية للعلوم الإسلامية تنظيرا وتطبيقا؟
• إذا كان هناك خلل في التكوين بمؤسسات الدراسات الإسلامية العليا – ومنها دار الحديث الحسنية – فأين يكمن هذا الخلل؟ وما هي وسائل إصلاحه؟

  هذه بعض الأسئلة التي يثيرها واقع التكوين في مؤسسات الدراسات الإسلامية العليا، نأمل أن يتم تحليلها والجواب عنها من خلال اللقاءات الشهرية لهذه السنة التي يؤطرها الأساتذة الأفاضل المشاركون بما لهم من فكر ثاقب، وما يتوفرون عليه من عمق التجربة والممارسة، ودقة الملاحظة.