السنة وعلومها في الدراسات المعاصرة
ديباجة
الندوة
تقرر عند
العلماء أن السنة -من حيث هي سنة صادرة عن المعصوم بالقطع- مثل القرآن، لدلالة القرآن على أن الرسول صلى
الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى (إن هو إلا وحي يوحى)، وعلى أن الله تعالى قرَنَ طاعتَه بطاعته في غير ما
آية وحديث،
ولِأَجْل ما
تواتر عن الصحابة أنهم كانوا لا يقدّمون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا عَلِموا أن ما صدر
عنه: عَنْ غير وحي؛ كيف وَهُم قد عرَفوا القرآن به، وتَحمّلوه من طريقه، وهو الذي كان يُميِّز لهم كلام الله
من كلامه!
إلا أن
السنة قد طرأت عليها مؤثرات خارجية فارقت بها القرآن، مما جعل أنظار العلماء تختلف في التعامل
معها.
أول هذه
المؤثرات : طُرُق وصول السنة إلينا. فالقرآن ليس له إلا طريق واحد، وهو التواتر. وللسنة طرق مختلفة، التواتر
أحدها، وهو أقلها وقوعا
وثاني
هذه المؤثرات : رواية الحديث بالمعنى
وثالث هذه
المؤثرات : وظائف الرسول صلى الله عليه وسلم الزائدة عن البيان والتبليغ والإفتاء؛ لأنه كان إماما للمسلمين،
وكان قاضيَهُم الذي يَفْصل في نزاعاتهم اعتمادا على الأدلة المتوفرة لديه، وقائدَهم الحربي في كثير من
معاركهم مع أعدائهم.
ورابع هذه
المؤثرات : بَشَريّـته صلى الله عليه وسلم.
ولقد
دفعت هذه المؤثرات بعض الأصوليين والمتكلمين قديماً إلى الخوض في قضايا معرفية شائكة، التماساً منهم لمحاسن
القطع واليقين، ودَرْءاً لمساوئ الظن والتخمين، مثل الدعوة إلى الاستغناء بالقرآن عن السنة… أو الاكتفاء
بالقرآن وبما تواتر من السنة، دون ما جاء منها عن طريق الآحاد. وبعض الأصوليين والفقهاء والمحدثين تَنَكَّب
مسلكا مقابلا، فَرفَع من شأن خبر الآحاد حتى أثبت به العقائد، وكَفَّر به المخالف، أو
بدَّعه..
وأهمية
طَرْق هذا الموضوع راهناً هو أن كثيرا من الأعمال المعاصرة أعادت الحديث عن هذه القضايا، بل أثارت قضايا
جديدة في علوم الحديث من قبيل الدعوة إلى تحكيم العقل في قبول الخبر وردِّه دون الاحتكام إلى أمر آخر، أو
الاعتماد على صحة السند وحْدَه في الاحتجاج بخبر الآحاد ولو خالف الأصول القطعية، أو استدعاء مناهج متعلقة
بالسنة لها متعلَّقات تاريخية، لمعالجة واقع مغاير. وهناك فريق من العلماء والباحثين المعاصرين رأى أن
السلامة في التمسك بما مشى عليه مَن سَلَف، فاكتفى بتسهيل المادة العلمية للسنة وعلومها وتقديمها بأسلوب
يلائم العصر، أو دعا إلى إعادة تصنيف السنة بناء على تراجم تجيب عن حاجات الناس المعاصرة بوضعها في
أبواب حسب التخصصات المعرفية.
وهناك
مستجِدٌّ آخر طرأ على علوم السنة، وهو اهتمام المستشرقين بها، فانعكس أثرهم على أعمال كثير من
المسلمين المعاصرين الباحثين في السنة وعلومها..
وبناءً
على ما سبق ارتأت مؤسسة دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا أن تدعو العلماء والمهتمين بالسنة
وعلومها إلى معالجة هذا الموضوع. وتتوخى من ذلك تحقيق المقاصد الآتية:
المقصد
الأول : عَرْض موجَز لمختلف الدراسات المعاصرة حول السنة النبوية وعلومها، والكشفُ عن المقاصد المعرفية
لأصحابها.
المقصد
الثاني : محاولة تقويم (بمعنى تقييم) هذه الأعمال، والكشفِ عن مَدَى خدمتها للواقع المعاصر.
المقصد
الثالث : اقتراح رؤى جديدة، تراعي سلبيات التطرف في التمسك بجانب من النظر وإغفال جوانب أخرى، فيما يتعلق
بالسنة النبوية. وذلك قصد إيجاد صيغ معرفية تجعل من السنة عاصماً علميا للانحراف في الفكر أو السلوك في
واقعنا المعاصر، ووازعاً يُنَمِّي في أفراد المجتمع الحديث القيم الإيجابية التي تدعو إلى التشارك والتوافق،
والتعايش…
محاور الندوة
المحور
الأول : فقه الحديث في الدراسات المعاصرة: دراسة وتقويم
– مراعاة مقررات القرآن والقواعد الشرعية.
– تغليب معيارية مضمون المتن على السند.
المحور
الثاني : معايير ثبوت السنة في الدراسات المعاصرة : دراسة وتقويم
– تغليب معيارية السند على مضمون المتن
– تغليب معيارية مضمون المتن على السند
المحور
الثالث : تقريب متون السنة في المشاريع المعاصرة : دراسة وتقويم
– إعادة تصنيف السنة وفق تراجم (عناوين) تتناول قضايا
معاصرة.
– وضع مصنف واحد يجمع السنة الصحيحة.
المحور
الرابع : السنة وعلومها في الدراسات الاستشراقية : الحصيلة والآثار والنتائج
– القضايا الاستشراقية في التدوين وقواعد النقد .
– مواقف العلماء والباحثين المعاصرين من الانتاج الاستشراقي.
برنامج الندوة الدولية “السنة وعلومها في الدراسات
المعاصرة”
يومي 8- 9 مايو
2013
اليوم الأول: 8
مايو 2013
00:09 د
…………..: استقبال المدعوين.
10:09د …………..: تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.
15:09 د …………..: كلمة السيد مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية.
20:09 د ………….: كلمة اللجنة المنظمة.25:09 د ………….: انطلاق الجلسات:
الجلسة الأولى برئاسة: فضيلة الأستاذ الدكتور محمد
يسفمقرر الجلسة: د. أحمد السنوني
المحور الأول: واقع السنة النبوية في الدراسات المعاصرة:
تقويم عام
30:09د ….:
العرض 1: د. محمد الروكي (المغرب) نظرات في قواعد فقه السنة
50:09د…………: العرض2: د. محمد الفقير التمسماني (المغرب).
منهجية المالكية في العمل بالسنة وأهميتها في حياتنا المعاصرة.
10:10د
………..: العرض3: د.الناجي لـمين (المغرب).
السنة المرفوعة
وعلاقتها بتقويم الإنتاج الفقهي في الدرس الحديثي والأصولي المعاصر.
30:10 د ……….المناقشة.
15:11د ………. استراحة شاي.
الجلسة الثانية برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الروكي مقرر الجلسة:
د.بوشتى الزفزوفي
المحور الثاني: نقد أسانيد السنة في الدراسات
المعاصرة.
30:11
د………. العرض 1: د.الحسين أيت سعيد (المغرب).
السنة النبوية بين معيارية السند ومعيارية المتن والمؤثرات الخارجية.
50:11 د ……… العرض2: د. بدر العمراني (المغرب).
الحافظ أحمد ابن الصديق الغماري وجهوده الحديثية من خلال نقد الأسانيد: جمع وتوثيق.
10:12 د…….. العرض3: د.عبد الرحمن الهيباوي (المغرب).
الطعون الموجهة لرواة السنة – ابن شهاب الزهري نموذجا -.
30:12 د ………. المناقشة.15:13د ………. استراحة وغداء.
الجلسة الثالثة برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المختار ولد
اباهمقرر الجلسة: د.عبد الله بن رقية
المحور الثالث: نقد متون السنة في الدراسات
المعاصرة.
30:15
د………. العرض1: د.الحسن العلمي (المغرب).
قواعد فقه مشكل الحديث بين منهج المحدثين والمتكلمين.
50:15 د……… العرض2: د.أحمد الحيمر(المغرب).
معضلة المتن في الدراسات الحديثية المعاصرة.
10:16 د……… العرض 3: د.الحسن إد سعيد(المغرب).
فقه الحديث بين السند والمتن.
30:16 د…….. المناقشة.
15:17 د…….. استراحة شاي ونهاية أشغال اليوم الأول من الندوة.اليوم الثاني: 9 مايو 2013
الجلسة الأولى برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الكتاني مقرر الجلسة:
د.أحمد العمراني
المحور الرابع: جهود العلماء المعاصرين في استثمار السنة وجمعها
وتدوينها.
00:09 د
………..: العرض1: د.محمد السرار(المغرب).
نحو مشروع معاصر لخدمة السنة النبوية.
20:09 د……….: العرض2: د. صالح سلامة أبو صعيليك (الأردن).
المصطلح المعاصر: “السنة غير التشريعية” في ضوء “دلالة أفعال النبي صلى الله عليه وسلم” بين التشريع والحاجة: نماذج وضوابط.
40:09 د………: العرض3: د.عبد الحميد الإدريسي(المغرب).
المنهجية الأصولية المالكية في نقد الأخبار وموقعها في “دراسات السنة المعاصرة”: قراءة في مفهوم “الأصول”.
10:10 د……… المناقشة.00:11 د………استراحة شاي.
الجلسة الثانية برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد جميل
مباركمقرر الجلسة: د. عبد العظيم صغيري
المحور الرابع: جهود العلماء المعاصرين في استثمار السنة وجمعها وتدوينها .
15:11 د
………..: العرض 1: د.نجم الدين قادر آل زنكي(العراق).
السُّـنَّة النَّبويَّة وتفسير الحقائق العلميَّة.
11: 35 د………..: العرض 2: د.مراد غول (الجزائر).
الفقه المقاصدي للحديث عند الإمام ابن عاشور.
11: 55 د ……..: العرض 3: د. عبد القادر مكي الكتاني (سوريا) مشروع معاصر لجمع أصح الأحاديث بكتاب واحد.
12: 10د…………: المناقشة.
45:12 د ………. وجبة غداء.
الجلسة الثالثة برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور إدريس
بن الضاويةمقرر الجلسة: د.عمر امباركي
المحور الخامس: الدفاع عن السنة في الدراسات
المعاصرة.
30:15
د………. العرض1: د.يوسف الكلام (المغرب).
إشكالية السنة والحديث وعلاقتهما بالقرآن في الدراسات الفكرية المعاصرة: دراسة تحليلية نقدية لنماذج مختارة.
50:15 د……… العرض2: د.أحمد صنوبر(تركيا).نقدات المستشرق الأماني “هرلد موتسكي” لبعض النظريات الاستشراقية حول السنة النبوية، دراسة في كتابه: “بدايات الفقه الإسلامي وتطوره في مكة”.
10:16 د……… العرض3: د.العربي الفرياطي (المغرب).
مدرسة الحديث بالهند: نشأتها – أبرز أعلامها- خصائصها.
30:16 د…….. المناقشة
.15:17 د…….. قراءة البيان الختامي والتوصيات.
30:17 د …… اختتام أشغال الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.
توصيــــــات الندوة الدولية “السنة وعلومها في الدراسات المعاصرة” يومي 28-29 جمادى الثانية 1434هـ / 8- 9 مايو 2013
نظمت مؤسسة دار الحديث الحسنية، يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين من جمادى الثانية 1434 هـ الموافق
للثامن والتاسع من مايو 2013 م، ندوة علمية دولية في موضوع: “السنة وعلومها في الدراسات المعاصرة”
شارك فيها عدد من العلماء والأساتذة والباحثين المتخصصين من المغرب ومن عدد من الدول العربية
والإسلامية.
وقد شهدت قاعة الندوات برحاب المؤسسة أشغال هذه الندوة المباركة التي انتظمت في خمسة محاور علمية موزعة على
ست جلسات، تناولت بالدرس والتحليل موضوعات وقضايا تتعلق بواقع السنة النبوية في الدراسات المعاصرة، سواء
منها ما يتعلق بقواعد النقد الحديثي للأسانيد والمتون، أو ما يتعلق بفقه الحديث وفهمه، أو ما يتعلق باستشراف
آفاق خدمة السنة النبوية في واقعنا المعاصر، عبر مشاريع تروم الجمع والتدوين والدراسة والتحليل، مع عرض
نماذج من هذه الدراسات المعاصرة إسلامية كانت أم استشراقية.
وقد خلص المشاركون من خلال تدارسهم ومناقشتهم لهذه القضايا والموضوعات إلى مجموعة من النتائج والتوصيات نجملها في ما يأتي:
النتـــــائج
1 التنويه
باختيار مؤسسة دار الحديث الحسنية لموضوع الندوة وحثها على مزيد من العناية والتدقيق في القضايا التي تستحق
مزيدا من المعالجة العلمية المعمقة.
2 التأكيد على
أهمية ضبط اللغة العربية نصوصا وعلوما لفهم السنة وسلامة العمل بها.
3 التأكيد على
مراعاة ضوابط مهمة في فقه الحديث كضابط التكامل الدلالي بين النصوص قرآنا وسنة، وتحكيم قواعد اللغة العربية
والسياق المقالي والمقامي وكذا اعتبار ضابط المقاصد.
4 الحاجة
إلى تجديد الدرس المصطلحي للسنة وإثرائه بوضع معجم تاريخي للمصطلحات الحديثية يتتبع نشأتها وتطورها
الدلالي.
5 ضرورة
استحضار المفهوم الواسع للسنة والخلاف في شروط تثبيتها، عند أي تقويم للإنتاج الفقهي.
6 التنبيه
على أهمية جمع وترتيب نظرية للنقد الحديثي تشمل القواعد والضوابط والمصطلحات التي ظلت متفرقة في
المظان، تمكن من الاطلاع على البناء الشمولي لمنهج النقد لدى أئمة هذا الفن، تيسيرا لتدريسها وتطبيقها،
وتقريبا لها لغير المتخصصين.
7 الحاجة
إلى الاستمرار في العناية بكتب متون الحديث النبوي تحقيقا ودراسة .
8 الحاجة
إلى إنجاز بحوث علمية في رصد مشاريع جمع السنة النبوية، وتقويمها، تمهيدا للإسهام فيها.
التوصيـــات
1. طبع بحوث
وأعمال هذه الندوة العلمية المباركة.
2. إصدار مجلة متخصصة في السنة وعلومها عن مؤسسة دار الحديث الحسنية.
3. الإعداد
لمسالك دراسية متخصصة في السنة النبوية تتضمن مشاريع أبحاث في المواضيع التي لم يستوف الدرس الحديثي الكلام
فيها….
4. إنشاء مركز
بحث بمؤسسة دار الحديث يعنى بقضايا السنة ثبوتا وفقها وتقريبا.
5. إيجاد صيغة
للتنسيق بين المراكز والمؤسسات العلمية المهتمة بالسنة النبوية، ترشيدا للجهد وضبطا للمسار.
6. العناية
بأعلام المحدثين المغاربة والتعريف بجهودهم في خدمة السنة النبوية.
7. رفع مقترح
لتخصيص جائزة دار الحديث الحسنية للسنة النبوية.
8. رفع مقترح
لإنشاء مؤسسة محمد السادس لبحوث السنة النبوية. في ختام هذه الندوة العلمية المباركة، لا يسع
مؤسسة دار الحديث الحسنية واللجنة المنظمة إلا أن تتوجه بالشكر الجزيل لكل العلماء الأفاضل والأساتذة
الباحثين والدارسين المتخصصين الذين أغنوا الندوة بعروضهم ومناقشاتهم، ولكل من أسهم في السهر على حسن سير
أعمال هذه الندوة أساتذة وطلبة وإداريين ومتعاونين، راجين من الله عز وجل أن ييسر سبل الاستفادة من نتائج
هذه الندوة وتتحقيق توصياتها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين