image الرئيسية / ندوة التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية ـ الأسس النظرية و الشروط التطبيقية ـ

ندوة التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية ـ الأسس النظرية و الشروط التطبيقية ـ

nadwa1ورقة تقديميــــــــة
مضى على العلوم الإسلامية حين من الدهر كانت فيه للبحث العلمي أسس في النظر، وآليات في الاستدلال، وأسباب في الاشتغال العملي يشد بعضها برقاب بعض.

لقد أطلق دافع الوحي وحاجات التطور الحضاري للمسلمين حركة هذا البحث في صورة تفاعلية تكاملية متداخلة لم تتوقف طيلة عصور الاجتهاد: فالعلوم يصادر بعضها على أسس البعض ويبني عليه، ويستثمر بعضها آليات منهجية يقعدها البعض الآخر، ويوظف علماء باب ما من العلم نتائج انتهى إليها غيرهم في باب آخر. فصار للعلوم الإسلامية بناء نسقي شامخ، ترجمته عشرات التصنيفات التي رتبت العلوم بعضها بإزاء بعض أو فوقه أو تحته، مما حقق وظيفتين مهمتين تفرد بهما تاريخ العلوم الإسلامية: أحدهما ترسيخ أنواع شتى من التكامل والتفاعل بين الفروع العلمية المتباينة، والثاني: تدوين التراث العلمي والتأريخ له، لأن أغلب تصنيفات العلوم وردت في مؤلفات تؤرخ للعلم والعلماء كالفهرست لابن النديم وغيره. هذا، ولم يمنع الخلاف المذهبي ذلك التفاعل بل زاده حركية وقوة.
  ولكن أفول عصور الاجتهاد والتجديد، وجنوح القوم إلى التقليد، وهيمنة سلطة التخصص التي فرضتها مقتضيات العصر، وضمور الأهمية التي كانت تولى للعلم والبحث العلمي، قد جعل عرى التكامل بين العلوم الإسلامية توشك أن تنقض عروة عروة، وتحل محلها لضيق الأفق في نفوس الباحثين أكثر من نزوة: ويكفي من ذلك أن كل تخصص يحسب أنه قد جمع العلم كله، وأنه الأصل الذي يُتبع ولا يَتبع، ويُقصد ولا يَقصد، وأسقطت علوم بكاملها من صنافات العلوم الإسلامية الكلاسيكية المتكاملة، أو قُلل من شأنها فيها، كعلوم الآلة والعلوم الدقيقة. وترك ذلك آثارا سلبية في مفهومنا عن العلوم الإسلامية، وفي طرق تعاملنا مع أسسها الإبستمولوجية ومضامينها المعرفية وغاياتها العملية، وفي مناهج تدريسها بالمؤسسات والكليات والمعاهد. وكان من أبرز مظاهر هذه الآثار الفصام النكد بين التخصصات العلمية الشرعية ـ بالمعنى التقني للكلمة ـ وبين باقي التخصصات، من جهة. ثم بين تلك التخصصات الشرعية نفسها كالفقه والأصول والحديث والتفسير، من جهة أخرى.
    لأجل ذلك صارت الحاجة ملحة على كل معني بتطوير العلوم الإسلامية، وتحريك عجلة الاجتهاد في عصرنا الحالي، لأن يمحص النظر العلاقات المتعددة بين العلوم الإسلامية، تجديدا لذلك التكامل المعرفي بين فروعها مهما تبانت، وبحثا عن نسقية فاعلة بين تخصصاتها مهما ظهر لنا من تباعد بينها. ومن ثم، فإن هذه الندوة مدعوة للإجابة العميقة والمركزة عن أسئلة مهمة، تتوزع عبر المحاور التالية:

المحور الأول: في الأسس النظرية للتكامل بين العلوم الإسلامية

المحور الثاني: في بعض صور التكامل بين العلوم الإسلامية

المحور الثالث: تحديات التكامل وشروط تحقيقه

محاور ندوة: التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية الأسس النظرية و الشروط التطبيقية

توزعت محاور ندوة التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية إلى ثلاثة محاور:

المحور الأول: في الأسس النظرية للتكامل بين العلوم الإسلامية


1 ـ مفهوم التكامل: ما معنى التكامل بين العلوم الإسلامية؟ وما الفرق بينه وبين التفاعل والتنسيق؟ وما معنى “التسلم” أو “التسليم” بين العلوم على صعيد المصادرات والمبادئ الأولى للعلم؟
2 ـ مصادر التكامل بين العلوم الإسلامية: ما هو دور القرآن الكريم في غرس خاصية التكاملية؟ ما علاقة مفهوم التكامل بتعدد مصادر المعرفة الإسلامية؟ وأين تتجلى التكاملية في العقلانية العلمية الإسلامية المبكرة؟
3 ـ التكامل وتصنيف العلوم: ما هي أنواع تصنيف العلوم عند المسلمين؟ وما هي غاياتها؟ وكيف ترجمت مفهوم التكامل بين العلوم الإسلامية؟

المحور الثاني: في بعض صور التكامل بين العلوم الإسلامية

1 ـ أصول الفقه والعلوم الإسلامية: ما الذي يقدمه علم الأصول لباقي العلوم الإسلامية، وعلى رأسها علم الفقه، وعلم التفسير، وعلم الكلام والمنطق؟ وكيف أثرت المنهجية الأصولية على منهج التفكير الإسلامي؟
2 ـ علم الحديث ومناهج العلوم الإسلامية: ما هي آثار المنهجية الحديثية في العلوم الإسلامية كالتفسير والفقه والتاريخ، وحتى العلوم الدقيقة؟ وهل تتعارض هذه المنهجية مع المناهج الأصولية والعقلية كما يشاع أحيانا أم يتكاملان؟ وما هي معالم تكامل المنهجية في العلوم الإسلامية (نموذج من التكامل بين الآليات المنهجية في الأصول والحديث والكلام والعلوم الدقيقة).
3 ـ علم التفسير: ساحة التكامل بين العلوم الإسلامية: ماذا يستفيد علم التفسير من غيره من العلوم وماذا يفيدها؟ وما هي الآثار الإيجابية والسلبية لتوظيف الانشغالات العلمية التخصصية في تفسير الوحي عند القدماء والمحدثين من أهل التفسير؟ وما الحدود المطلوبة في هذا التوظيف تحقيقا للتكامل وتجنبا للتأويل المذموم؟

المحور الثالث: تحديات التكامل وشروط تحقيقه

1 ـ التكامل والشروط التاريخية للنهضة العلمية: ما العوائق والشروط التاريخية للنهضة العلمية؟ وما أنواع تحديات التكامل المعرفي بين العلوم (التخصص والتشعب في المعرفة العلمية ومناهج التعليم، سوق الشغل وآثاره السلبية، تعدد المسالك والوحدات: تكامل أم تنافر؟)
2 ـ عقبات المصطلح وطريق التكامل: كيف تشكل المصطلحات المستعملة في العلوم المتخصصة عوائق حقيقية أمام مشاريع التكامل؟ وما هو دور الترجمة قديما وحديثا في ذلك؟ وكيف يمكن الحديث عن مصطلحات رحالة بين العلوم من خلال نماذج وتطبيقات تسهم في التقريب والتكامل بين العلوم؟
3ـ فرق الأبحاث متعددة التخصصات وإمكانيات التكامل المعرفي بين العلوم: ما هو دور هذه الفرق في التقريب بين جزر التخصص وتجسير الهوات في ما بينها؟ وما هي شروط إنجاحها في ظل ظروف البحث العلمي في العالم الإسلامي اليوم؟


البرنامج الزمني لندوة: التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية الأسس النظرية و الشروط التطبيقية


اليوم الأول: الأربعاء 11 فبراير 2009
 الفترة الصباحية
30:08 د: استقبال المدعوين.
00:09د- 10:09د: تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.
10:09د- 25:09د: كلمة السيد مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية.
30:09د- 45:09د: كلمة اللجنة المنظمة.
45:09د- 00:10: استراحة شاي.  
المحور الأول: في الأسس النظرية للتكامل بين العلوم الإسلامية
الجلسة الأولى: برئاسة فضيلة الأستاذ د.أحمد شحلان
20:10د- 40:10د: إشكالية مفهوم التكامل المعرفي في الإسلام: بنيتها وتجلياتها، د. عبد المجيد الصغير
40:10د- 00:11د:. التكامل في العقلانية لدى المسلمين، د. إدريس نغش الجابري
00:11د- 20 :11 د: العلوم النقلية والعلوم العقلية، د. محمد أبلاغ
20:11د- 11:40د: مسوغات الانفتاح من التكامل الداخلي إلى التفاعل الخارجي، د. إبراهيم مشروح.
11:40د- 30:12د: مناقشة.
30:12د: استراحة وغذاء 


الفترة المسائية

المحور الثاني: في صور التكامل بين العلوم الإسلامية
الجلسة الثانية: برئاسة فضيلة الأستاذ د. محمد يسف


00:15د- 20:15د : الجمع بين القراءتين تجليا من تجليات التكامل المعرفي في القرآن المجيد، د. أحمد عبادي.
20:15د- 40:15د: العلاقة بين أصول الفقه والفقه، د. الحسين أيت سعيد
40:15د- 00:16د: معالم التكامل المعرفي في علم الحديث، د. عبد الكريم عكيوي
00:16د- 20:16د: نحو منهجية للتكامل بين العلوم الإسلامية –أصول الفقه نموذجا-، د. حميد الوافي

اليوم الثاني: الخميس 12 فبراير 2009
الفترة الصباحية

المحور الثالث: تحديات التكامل وشروط تحقيقه.
الجلسة الثالثة:  برئاسة فضيلة الأستاذ د. أحمد عبادي
20:09د- 40:09د: من مجموعة علمية إلى مجتمع علمي: السياق التاريخي والعوامل والأسس والبيئة، د. محمد الخمسي
 40 :09 د- 00:10د:. وجوه الوصل والفصل بين العلوم الدقيقة والعلوم الإنسانية . د. حسان الباهي
00:10د – 20:10د: التكامل والشروط التاريخية للنهضة العلمية، د. الطيب بوعزة.

مناقشة
قراءة التوصيات.
 تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.

 

تقرير عن ندوة: التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية الأسس النظرية و الشروط التطبيقية


    نظمت مؤسسة دار الحديث الحسنية، ندوةَ علمية في موضوع: “التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية: الأسس النظرية والشروط التطبيقية”،  شارك فيها ثلة من الأساتذة في تخصصات علمية مختلفة، وقد توزعت أعمال الندوة في ثلاثة محاور لخصت موضوع الندوة ومقاصدها:
المحور الأول: في الأسس النظرية للتكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية، بين فيه الأساتذة المحاضرون الطبيعةَ الإشكالية لمفهوم التكامل في الإسلام، وجوهريته في العقلانية الإسلامية وآثارَه الإيجابية في إنتاجها المعرفي الذي توحدت فيه بنية العلوم. كما حللت إسهامات الأساتذة مظاهر التكامل وتنوعَ مجالاته راصدة علاقة تراجع استيعابه النظري بالمشاكل التي عرفتها ضروب من المعرفة الإسلامية وخاصة منها علوم الشرع، وخلصت العروض إلى ضرورة وصل ما انفصل، استنادا إلى فلسفة للعلوم الإسلامية يمدنا تراثنا العلمي وخاصة في الغرب الإسلامي بمادة غزيرة لبنائها تحقيقا لحاجة إنسانية شاملة. ولم يفت الأساتذةَ في هذا المحور تأكيدَ ضرورة التوازن بين التكامل الداخلي والانفتاح على الآخر باعتباره سنة حضارية لا تتحقق بموانع الاستيقان والإحكام والتمامية، وتغتني بعقل تعارفي تتعاضد فيه معرفة الذات بالاعتراف بالآخر والتفاعل المنفتح.
المحور الثاني: خصص للحديث عن بعض صور التكامل بين العلوم الإسلامية، تناول فيه الأساتذة المحاضرون نماذج لهذا التكامل في مجال الفقه وأصوله، حيث تم التأكيد على أن العلاقة بين الفقه والأصول  هي علاقة تكامل وافتقار، وهذا أمر يؤكده موضوع العلمين ووظائفُهما، وللتكامل في مجال أصول الفقه صور أجلى توضح كيف استمد هذا العلم من علوم مجاورة، وكيف أعاد صياغة أصول الكثير من هذه العلوم لتنسجم مع غاياته وأهدافه. النموذج الثاني لهذا التكامل: مجالُ علم الحديث، حيث تتكامل فيه المعارف الحديثية بالمعارف الفقهية، بل تنطوي بعض مباحثه على تقاطعات مع علوم إنسانية مختلفة كما في بعض قواعد نقد الحديث.  أما الصورة الثالثة لهذا التكامل فتجلت بوضوح في مجال القرآن الكريم، حيث شكل الجمع بين قراءة الكون المنظور والكتاب المسطور الذي نطقت به آيات الكتاب الكريم أجلى صورِ التكامل بين العلوم.
المحور الثالث: خصص لموضوع تحديات التكاملوشروطه، وكان أول تحد من هذه التحديات: الانتقال من المجموعة العلمية إلى المجتمعالعلمي، وهو انتقال يتطلب مجموعة من المقتضيات والأدوات والشروط يمكن اختصارها فيثلاثة شروط: أولها ربط التخصص بمقاصده وغاياته ومرحلته التاريخية، وثانيها التحررمن العوائق (البراديغمات الجاهزة)، وثالثها: وضع خطة استراتيجية توجد في عقولمتميزة تستطيع تنزيلها. وعن وجوه الوصل والفصل بين العلوم الإسلامية والعلومالدقيقة، وخاصة على مستوى المناهج، أمكن القول بعدم وجود فصل حاد بينها على مستوياتالموضوعية، والحياد، ومسالك التدليل، واللغة، ومن هنا يأتي مطلب تكامل العلوم بعضهامع بعض، على مستوى المناهج وآلياتها المختلفة. ولعل من أهم مظاهر الحاجة إلىالتكامل المعرفي قضية المعنى أو أزمة المعنى، حيث أدت البشرية ثمنا باهضا بسببإخلال الفلسفة الغربية بالوعي بحدود كل علم ومنهج، فظل فهم معنى الحياة حبيس هيمنةبعض المواقف المنهجية على الحقيقة، لذلك لابد أن تتداخل المناهج وتتعاونَ من أجلفهم هذا المعنى


تـــــوصــيــــات ندوة: التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية الأسس النظرية و الشروط التطبيقية
تخلص هذه الندوة من خلال ما عبر عنه الحاضرون والمشاركون إلى التوصيات الآتية:
1.  إخضاع محاور هذه الندوة للتدقيق والتفصيل في ندوات أخرى تعمق النظر في ما تناولته من قضايا ومسائل.
2.  إنشاء فرق بحث متعددة التخصصات تشتغل على أجرأة مفهوم التكامل عامة، والتكامل بين العلوم الإسلامية خاصة.
3.  إنشاء مراكز علمية تتبنى مشروع التكامل بين العلوم، تكون تابعة للمؤسسات الجامعية أو مستقلة عنها.
4.  مراعاة التكامل المعرفي والمنهجي عند وضع البرامج الدراسية وتحديد مضامينها.
5.  اقتراح مسالك دراسية في الإجازة والماستر تطبيقا لمشروع التكامل المعرفي بين العلوم.
6.  إعداد وراقيات أو بيبلوغرافيات للدراسات السابقة في موضوع التكامل المعرفي بين العلوم قديما وحديثا.
7.  تقويم تجارب سابقة في مجال التكامل بين العلوم في مجال التدريس بالجامعات، داخل المغرب وخارجه.