image الرئيسية / مناهج البحث في العلوم الإسلامية والواقع المعاصر

مناهج البحث في العلوم الإسلامية والواقع المعاصر

nadwa5ورقة تقديميــــــة
 ليس يخفى على ذي بصــيرة ما أضحت تواجهه مناهج البحث في العلوم الإسلامية من تحديات وصعوبات، خصوصا بعد أن اتسعت دوائر الحياة المعاصرة وتعقدت، وتناثرت صور المعاملات وتنوعت أشكالها.

 وقد كانت هذه العلوم تبدع مفاهيمها وتطمئن إلى مناهجها في نطاق التوافق الذي حصل لها مع واقعها ومنطق التطابق شبه التام معه. غــير أن احتكاك المجتمعات الإسلامية بالحداثة الغربية جعل جملة من العلوم الاجتماعية والإنسانية تقدم نماذج وصفية وتفســيرية وتنبؤية تطابق المؤسسات العصرية في البنى الاجتماعية. ولهذا كابد العلماء المسلمون ما عرف بـ”صدمة الحداثة”، وشعروا بنوع من التجاوز الذي حصل، ولأول مرة، على مستوى الواقع الذي تجسد في البداية في الاستعمار الأوربي، ثم اكتسى صورا من الاخــتراق للبنيات التقليدية للمجتمعات الإسلامية، فطرحت على إثر هذا الاخــتراق تساؤلات تتعلق بمدى نجاعة العلوم الإسلامية وقدرتها على التفاعل الإيجابي مع واقع متحول. ومما رفع من درجة القلق ضعف فاعلية المناهج  في العلوم الإسلامية أمام الاكتساح المتزايد للعلوم العصرية.
   ومع ذلك، فما تزال جهود متواصلة للعلماء المسلمين تسعى إلى رأب الصدع ومواكبة الواقع المعاصر، ساعية تارة إلى إبراز مكانة العلوم الإسلامية وقيمتها، وفعالية مناهجها في البحث، ومدركة تارة أخرى أهمية المراجعة والنقد وبذل الجهد من أجل تطوير مناهج البحث، حتى تتحلى بما هو جدير بالاعتبار  في مواكبة الواقع والإسهام في حل قضاياه، وتقديم أنجع الطرائق المنهجية لتطوير رؤية موضوعية عن الواقع، خصوصا في سياق كوني صار يدعوها إلى إبراز هذه النجاعة وهذه الفعالية.
   وفي هذا الإطار لا نجد غضاضة في طرح التساؤلات التالية التي تسعى هذه الورقة التأطــيرية للندوة إلى طرحها على المفكرين والعلماء المسلمين، لتستحثهم على تقديم إجابات موضوعية تسهم في إبراز الغاية من تطوير مناهج البحث في العلوم الإسلامية، والحاجة إلى هذا التطوير التي باتت أكيدة.
        قضايا وإشكالات :
   وينتظر أن تجيب هذه الندوة عن الأسئلة التالية:
1-  هل يمكن الحديث عن أزمة ما تعيشها مناهج البحث في العلوم الإسلامية في الوقت الراهن؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب فما هي أعراضها ومظاهرها؟ وما أسبابها وعللها؟
2-  ما الواقع الذي تسعى مناهج البحث في العلوم الإسلامية إلى فهمه والتفاعل معه؟ كيف يمكن لتلك المناهج أن تستوفي شرائط التكيف مع تحولات الواقع ومتغــيراته؟ وكيف تستمر في عملية التأصيل الكلي لقضايا الواقع وجزئياته وظواهره؟
3-  ما الصورة التي ينبغي أن تستأنف بها مناهج البحث في العلوم الإسلامية إبداع مفاهيمها، لإدراك الواقع والتأثــير فيه؟
4- ما هي المشاريع الفكرية والعلمية التي عنيت بدراسة العلاقة بين العلوم الإسلامية والواقع؟ وكيف يمكن الاستفادة من تقويم هذه الجهود لاستشراف أفق جديد للعلوم الإسلامية في السياق المعاصر؟


محاور الندوة


المحور الأول : تشخيص واقع مناهج البحث في العلوم الإسلامية.
المحورالثاني : نماذج من تعاطي العلوم الإسلامية مع الواقع.
المحور الثالث: العلوم الإسلامية والعلوم الإنسانية: مدى وحدود التفاعل.
المحور الرابع: رؤى من أجل تطوير مناهج البحث في العلوم الإسلامية.


البرنامج الزمني للندوة

اليوم الأول: 2 أبريل 2014
00:09 د…………..: استقبال المدعوين.
10:09 د …………..: تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.
15:09 د …………..: كلمة السيد مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية.
20:09 د ………….: كلمة اللجنة المنظمة.
25:09 د …………: استراحة شاي.
الجلسة الأولى برئاسة: فضيلة الأستاذ الدكتور محمد يسف مقرر الجلسة: د. أحمد العمراني
– المحور الأول: تشخيص واقع مناهج البحث في العلوم الإسلامية.
00:10 د ……….. العرض 1: د. حاتم بن عارف العوني (جامعة أم القرى).
متطلبات تجديد العلوم الإسلامية بين تحريرها من أخطاء التراث، والإفادة من العلوم المعاصرة.
20:10 د………… العرض2: د. سعيد شبار (جامعة السلطان مولاي سليمان). مشكلات في بنيات العلوم الاسلامية وضرورة استئناف التجديد.. 40:10 د ……….. العرض3: د. محمد الشرقاوي (جامعة القاهرة). منهجية دراسة العقيدة الإسلامية: من الواقع إلى المأمول !!!.
00:11 د ………. العرض 4: د. ياسر المطرفي (جامعة الملك عبد العزيز). واقع الدراسات العقدية: إشكالات البحث والتحليل.
20:11 د………. العرض 5: د. أحمد السنوني (دار الحديث الحسنية). العلوم الإسلامية بين التقليد والوظيفية: علم أصول الفقه نموذجا.
40:11 د……….. المناقشة.
40:12 د ………. استراحة وغداء. 

الجلسة الثانية برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الكتاني مقرر الجلسة: د. أحمد الخاطب
  – المحور الثاني: العلوم الإسلامية والعلوم الإنسانية : إمكانات التفاعل وشرائطه.
00:15 د………. العرض 1: د. بناصر البعزاتي (جامعة محمد الخامس). تفاعل النظر العلمي مع البيئة الثقافية.
20:15 د ……… العرض2: د. عبد السلام طويل (رئيس تحرير مجلة الإحياء) . محددات المنهاجية الإسلامية في العلوم الاجتماعية: العلوم السياسية مثالا.
40:15 د…….. العرض3 : د.عبد المنعم الشقيري (دار الحديث الحسنية). تفاعل العلوم الإسلامية والعلوم الإنسانية بين الدواعي الواقعية والعوائق القيمية.
00:16 د ………. استراحة شاي.
20:16 د ……….. العرض 4: د. أحمد الصادقي (دار الحديث الحسنية). مفهوم العلمية بين العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية.
40:16 د ……… العرض 5: د. إبراهيم بورشاشن (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين- القنيطرة-). المناهج المعاصرة والعلوم الإسلامية أي علاقة؟
00:17 د ……… المناقشة ونهاية أشغال اليوم الأول.
اليوم الثاني: 3 أبريل 2014
الجلسة الثالثة برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور حاتم بن عارف الشريف العوني مقرر الجلسة: د.فؤاد بن أحمد
 – المحور الثالث: نماذج من تعاطي العلوم الإسلامية مع الواقع.
00:09 د………. العرض1: د.محمد الكتاني (عضو أكاديمية المملكة المغربية). من نماذج تفاعل بعض علوم الإسلام مع الواقع..
20:09 د……… العرض2: دة. يمنى طريف الخولي (جامعة القاهرة). علم أصول الفقه باعتباره رسالة منهجية: استشراف آفاق تفاعل منهجي. 40:09 د……… العرض 3: د. حمو النقاري (جامعة محمد الخامس). مبحث النظر والمعارف في الفكر الإسلامي العربي.
00:10 د…….. استراحة شاي.
20:10 د…….. العرض 4: دة. فريدة زمرد (دار الحديث الحسنية). البعد الواقعي في علم التفسير.
40:10 د…….. العرض 5: د. إبراهيم مشروح(دار الحديث الحسنية). فهم الواقع وفقه الواقع.
00:11 د……. مناقشة.
30:12د……. استراحة وغداء. 

الجلسة الرابعة برئاسة فضيلة الأستاذة الدكتورة يمنى طريف الخولي مقرر الجلسة: د. محمد ناصيري
 – المحور الرابع: رؤى من أجل تطوير مناهج البحث في العلوم الإسلامية.
00:15 د ……….. العرض1: د. أحمد عبادي (الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء). رؤية في تجديد مناهج البحث في العلوم الإسلامية.
20:15 د………. العرض2: د.عبد المجيد الصغير (جامعة محمد الخامس). العلوم الإسلامية بين مقاصد منتجيها ومناهج ملقنيها.
40:15 د……… استراحة شاي.
00:16 د……… العرض3: دة. أسماء سعيد (جامعة كاليفورنيا). الدراسات الإسلامية الأكاديمية في أمريكا: مناهج وتحديات.
20:16د……… العرض 4: د.عبد المجيد السوسوة (جامعة الشارقة). مجالات لتطوير البحث الفقهي.
40:16 د……. المناقشة.
 00:17 د……… قراءة البيان الختامي والتوصيات.
40:17 د……… اختتام أشغال الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.


التقرير العام للندوة

بسم الله الرحمن الرحيم
   الندوة السنوية الدولية ” مناهج البحث في العلوم الإسلامية والواقع المعاصر”
   نظمت مؤسسة دار الحديث الحسنية يومي الثاني والثالث من جمادى الثانية 1435  الموافق للثاني والثالث من أبريل 2014م ندوة علمية دولية في موضوع: ” مناهج البحث في العلوم الإسلامية والواقع المعاصر” شارك فيها عدد من العلماء والأساتذة الباحثين المتخصصين من المغرب ومن عدد من الدول.
   وقد شهدت قاعة الندوات برحاب المؤسسة أشغال هذه الندوة المباركة التي انتظمت في أربعة محاور علمية موزعة على أربع جلسات، تناولت بالدرس والتحليل موضوعات وقضايا تتعلق برصد المناهج المتبعة في العلوم الإسلامية، ومدى قدرة  مفاهيمها وقوانينها الحالية على الاستجابة لمتطلبات الواقع، والجوانب التي يمكن أن تستفيد فيها من التطور الحاصل في المناهج عموما، كما تناولت حقيقة هذا الواقع الذي يراد لمناهج العلوم الإسلامية أن تتفاعل معه، وآثاره في نمط التفكير، وشروط التأثير فيه ضبطا وتصحيحا.
    كما حرصت جملة من البحوث على معالجة نماذج من الدراسات الإسلامية  التي تناولت وقائع معاصرة، وأخرى اتجهت إلى  تحليل بعض من مواد العلوم الإسلامية بحثا عن الجوانب التي يمكن التطوير فيها، والجوانب التي تستوجب الثبات ضمانا لخصوصيتها، وصيانة  لصفاتها المميزة باعتبارها روح هذه العلوم وكلياتها القطعية.
   ولقد صحبت هذه الجلسات الماتعة مناقشات علمية تبارت فيها العقول سعيا للوصول إلى أفضل التصورات وأنضج الأفكار.
   وبعد هذه الجلسات العلمية المفيدة والمناقشات المرشدة خلصت الندوة إلى جملة من النتائج العلمية الهامة، والتوصيات التي تسهم في فتح آفاق جديدة لدراسة  مناهج البحث في العلوم الإسلامية، من أجل تقديم علمي مناسب للعطاء المطلوب من العلوم الإسلامية  تنظيما لحياة الإنسان، وتفسيرا لمواقفه وحلا للسلبي منها، وابتكارا للآفاق الرحبة التي يمكن ارتيادها، سوى ماهو معروف من الأنشطة والفرص.  
   ومن أبرز هذه النتائج :
1. العلوم الإسلامية قابلة ذاتيا للتجديد والتجدد، وهي إما فنون نشأت حول الوحي مستمدة أو خادمة كوسائل، أو فنون نشأت حول الإنسان والكون معتبرة بالوحي.
2. إن مراعاة الواقع مبدأ أصيل في البنية الأصولية للعلوم الإسلامية متمثلة في اعتبار المصالح والمقاصد والعرف واعتبار المآل وتحقيق المناط وغيرها، وفي البنية الفقه متمثلة في علمي الإفتاء والقضاء.
3. الانتباه إلى العوائق المنهجية والموضوعية التي تمنع الباحث من التصور الصحيح للقضايا العلمية والمنهجية المتعلقة بالعلوم الإسلامية .
4. تصنيف العلوم وتقسيمها أفضى إلى ترسيخ بعض المقابلات السلبية كثنائية العقل والنقل، وثنائية الحكمة والشريعة وأمثالها.
5. قابلية العلوم الإسلامية للاستعانة بالعلوم العصرية، وهي مشروطة بعدم العود على قطعياتها وثوابتها بالإبطال.
6. النهوض بالتجديد في العلوم الإسلامية في جانب المناهج والمفاهيم رهين بوجود بيئة حاضنة، وعقلية مؤهلة ناقدة.
7. اعتبار التخصص والخبرة شرطا في تقييم الإنتاج الخاص بكل علم من العلوم.
8. دخول عقيدة
9. أهمية التمييز في العلوم بين ماقبل زمن التأليف والنظر والمناظرة، وما بعده خاصة في علوم العقائد، وأهمية تحرير المباحث العقدية، واعتبار مااتصل بها من حيثيات زمانها وسياقاتها.


توصيات الندوة

   وخلصت الندوة إلى توصيات عملية هامة من أبرزها:
1. تطوير درس العلوم الإسلامية بالانتقال من الوصف السطحي والتاريخ الأفقي، إلى مستوى الدرس التحليلي والتركيبي لمكونات مادة هذه العلوم، ولمختلف العناصر المؤثرة فيها.
2. العناية بإنجاز بحوث جامعية في بيان الجسور الممكنة بين العلوم، وعرض قطعيات العلوم الإسلامية وقواعدها الثابتة بطرق علمية معاصرة
3. إنشاء مراصد لتوصيف مناهج العلوم الإسلامية وحصرها، وتعريفها، وبيان تطورها.
4. دراسة تجارب الأفراد والمؤسسات وجهودهم في معالجة القضايا المنهجية في العلوم الإسلامية تصورا، وتجديدا، وتحريرا وتصحيحا.
5. ضرورة الاطلاع على جهود الغربيين في مجال دراسة العلوم الإسلامية وتدريسها، والإفادة منها. مواصلة السير بالاجتهاد في الانتاج العلمي في العلوم الإسلامية حتى تحافظ على أدائها الوظيفي وقوتها الإجرائية لتظل خادمة لقضايا الأمة والإنسانية