منهج تدريس الفقه الإسلامي في مؤسسات التعليم العالي ـ يوم دراسي ـ
ورقة
تقديميــــــة
تحظى مادة الفقه الإسلامي فيالتعليم والبحث الجامعيين بأهمية خاصة نظرا لطابع العملي للفقه وارتباطه
اللصيقبالحياة اليومية للمسلمين في مختلف أوجه نشاطهم.
ومن ثم فإن النقاشات النظرية التينمت وتطورت حول حاجة العلوم الإسلامية إلى التجديد والمرتكزات المنهجية والسبلالإجرائية لتحقيقه أولت الفقه الإسلامي الحظ الأوفر من الاهتمام. وقد أسهم في هذاالنوع من الاعتناء – فضلا عن تسارع وتيرة التغيير في المجتمعات الإسلامية وما تفرضهعلى الفقه الإسلامي من تحديات- كون القواعد والأحكام التي تنظم قوانين المجتمعوعلاقات الأفراد فيه وعلاقات المجتمع بغيره لم تستنبط في جزء كبير منها من الفقهالإسلامي أصالة. وطبيعي أن تصبح الدراسات الفقهية في ظل هذا الواقع محاصرةبتحديين:تحدي التجدد الذاتي للتصورات الحاكمة لإنتاج الفقه بغض النظر عن عمقهاالنظري وانعكاساتها العملية، وتحدي إيجاد صيغة لتجاوز ثنائية الإطار المرجعيوالمصدر التشريعي للأحكام في مجتمع مسلم. ومع أن تشخيص الواقع لا يكاد يختلف فيهالدارسون للفقه الإسلامي، فإن تقويمهم لطبيعة الأزمة يتفاوت تفاوتا كبيرا: فمنهم منيرى المشكلة أساسا في وجود قوانين وضعية تزاحم بل تقصي الفقه الإسلامي عن إنتاجقواعد التنظيم الاجتماعي؛ باعتبار أن الفقه الإسلامي لا يعوزه إلا أن يجد سبيله إلىالتطبيق.أي أن التطبيق سيؤدي تلقائيا إلى شحذ عوامل التجديد العلمية والمنهجيةوتيسير سبل الملاءمة مع مستجدات الحياة. ومنهم من يرى أن الفقه الإسلامي وإن كانإقصاؤه عن إنتاج قواعد التنظيم الاجتماعي لم يكن لتقصير منه؛ فإن الواقع الذي تشكلبعد هذا التحول الاجتماعي والثقافي يستدعي من دارسي الفقه الإسلامي عقودا من العملالعلمي الذي يبدو بعده الفقه الإسلامي في حلة جديدة من حيث تصنيف المادة الفقهية،وبناء النظريات، واختيار الاصطلاحات، والتيسير والتبسيط …فضلا عن الدراساتالمقارنة مع القوانين الجاري بها العمل في المجتمعات الإسلامية – وهي بالآلاف- لتقديم بدائل مقنعة للوضع القائم وظيفة وصياغة. ومنهم من يرى أن كثيرا من الأصولالتي انبنى عليها الفقه الإسلامي تحتاج إلى مراجعة عميقة؛ فالتغيرات العميقة التيعرفتها المجتمعات البشرية وفترة الركود غير القصيرة التي عاشها الفقه الإسلاميتستدعي جهدا علميا طويل المدى في مراجعة نقدية للتراث الأصولي.أي أن المشكلة لاتكمن فقط في وجود مصادر.أخرى للتشريع في المجتمعات المسلمة؛ بل أيضا في تأهيل الفقهالإسلامي ليقود الحياة من جديد. وهذا التأهيل ينطلق من تجديد النظر في المصادروالقواعد والمقاصد باعتبار التراث الأصولي -برغم كل ما فيه من إبداع ودقة- إنتاجابشريا يعانى كغيره من مجالات التراث الإسلامي من آفات الركود والتقليد. وما بين هذهالرؤى أطياف ودرجات ليس هذا المقام مجال استقصائها. وغني عن البيان أن هذه الرؤىتوجه مختلف مكونات العملية التعليمية الهادفة إلى تدريس الفقه الإسلامي في مؤسساتالتعليم العالي الشرعي في بلدنا وفي كثير من البلدان الإسلامية. ويضاف إلى هذاالمستوى من الأزمة التي يعرفها واقع تدريس الفقه الإسلامي مشاكل بعضها لا ينفك عنطبيعة الرؤى المشار إليها آنفا كتصور أهداف المقررات ومضامينها؛وبعضها يتعلق بالطرقوالوسائل؛ وهذا المستوى الأخير كان من الممكن أن يشهد تطويرا نسبيا برغم ما ذكر لكنواقعه على العموم لا يوحي بذلك. ونظرا لكون تدريس مادة الفقه الإسلامي في التعليمالعالي يكشف عن صعوبات كثيرة عند المدرس والطالب على حد سواء يفترض أنها نتيجةالخصوصية التي تميز الوظيفة الاجتماعية للمادة؛فقد ارتأت مؤسسة دار الحديث الحسنيةتنظيم يوم دراسي تتيح فيه الفرصة للأساتذة والباحثين المهتمين لمناقشة الموضوعنقاشا علميا رصينا يتوخى صياغة نموذج فني لتدريس الفقه الإسلامي ومواده ومضامينهوأغراضه، وترتيب منهجي دقيق بين مختلف مراحل التكوين والتحصيل. ولذلك تقترح مؤسسةدار الحديث الحسنية تناول الموضوع من خلال محورين؛يتكفل الأول بتشخيص واقع تدريسالفقه الإسلامي في مؤسسات التعليم العالي بالمغرب؛بينما يركز المحور الثاني علىاستخلاص مرتكزات لتطوير تدريس الفقه في التعليم العالي سواء من حيث الرؤية الفكريةوالمنهجية أو من حيث المضامين والوسائل (انظر الورقة المرفقة عن برنامج اليومالدراسي). والمؤسسة، وهي تنظم هذا اليوم الدراسي، ترجو أن يكون -هو وغيره مناللقاءات التي نظمتها من قبل لمدارسة أوضاع التكوين في مؤسسات التعليم العاليالشرعي- فرصة للإسهام في خدمة العلوم الإسلامية وإثرائها ببلدنا؛ سائلين الله عزوجل السداد والتوفيق.
برنامج أعمال اليوم الدراسي
حول: منهج تدريس الفقه الإسلامي في مؤسسات التعليم العالي
الفترة
الصباحية
30:08 د :
استقبال المدعوين.
00:09
د –> 10:09 د : تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.
10:09 د –>
25:09 د : كلمة فضيلة الأستاذالدكتور سعيد بلبشير.
30:09
د –> 45:09 د : كلمة السيد مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية.
50:09
د –> 00:10 د : كلمة اللجنةالمنظمة.
00:10
د –> 15:10 د : استراحة شاي
رئاسة الجلسة
الأولى : الأستاذ الدكتور عباسالجراري.
المحورالأول :
تشخيص واقع تدريس الفقه في مؤسسات التعليم العالي
20:10
د –> 40:10 د : – «مظاهر الخلل فيمنهج تدريس الفقه: عرض ونقد واقتراح» :
الأستاذ
الدكتور محمد جميل مبارك، رئيسمسالك الشريعة والقانون، كلية الشريعة، أگادير.
40:10
د –> 00:11 د : – « واقع الفقه الإسلامي في الجامعاتالمغربية» : الأستاذ
الدكتور
الحسين آيت سعيد، أستاذ التعليم العالي، جامعة القاضيعياض، مراكش.
00:11
د –> 30:12 د : – مناقشة
30:12 د :
استراحة وغداء.
الفترةالمسائية
رئاسة الجلسة الثانية :
الأستاذ الدكتور إدريس
خليفة
المحورالثاني :
مقترحات في تجديد المنهج
00:15
د –> 20:15 د : – «علوم الشريعة في مؤسسات التعليم العالي: من المادة العلمية
إلى
المادة التعليمية» : الأستاذ الدكتور خالد الصمدي، رئيس قسمالدراسات الإسلامية بالمدرسة العليا
للأساتذة
بتطوان.
20:15
د –> 40:15 د : – «تطور الدرس الفقهي الجامعي: من الاقتصادإلى الاجتهاد» الأستاذ
الدكتور عبد
الهادي الخمليشي أستاذ الفقه بمؤسسة دار الحديثالحسنية.
40:15
د –> 00:18 د – مناقشة.
00:18
د –> 10:18 د : قراءة التوصيات.
10:18
د –> 20:18 د تلاوة آيات بينات منالذكر الحكيم.
تقرير
عن اليوم
الدراسي الذي نطمته مؤسسة دار الحديث الحسنية حول: منهج تدريس الفقه الإسلامي في مؤسسات
التعليم
العالي
نظمت مؤسسة دار الحديث الحسنية يوم السبت 14 ربيع الثاني 1429هـالموافق 19 أبريل 2008م، بمقرها يوما
دراسيا
في موضوع : “منهج تدريس الفقه الإسلاميفي مؤسسات التعليم العالي”.
وقد دُعي
للمشاركة في هذا اليوم الدراسي وإغناء النقاشفيه، ثلة من أهل العلم والفكر، وأساتذة الفقه من مختلف
الجامعات
ومؤسسات التعليمالعالي بالمغرب. وسعى اليوم الدراسي من خلال تناوله لموضوع تدريس الفقه في
مؤسساتالتعليم
العالي، إلى إثارة قضيتين جوهريتين:
الأولى : تشخيص
واقع تدريس الفقهالإسلامي في مؤسسات التعليم العالي بالمغرب سواء على مستوى المناهج أو
البرامج.
الثانية :
وضع مقترحات لتطوير وتجديد مناهج تدريس الفقه في هذه المؤسسات.
وقد انتظمت
أشغال هذا اليوم في جلسة افتتاحية وجلستين رئيسيتين وجلسة ختامية . …<تتمة> غير
موجودة
على الموقع
توصيات اليوم الدراسي حول:
منهج تدريس الفقه
الإسلامي في مؤسسات التعليم العالي
– إن
مؤسسة دار الحديث الحسنيةباعتبارها مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي أناط بها الظهير الملكي
الشريف
مهمةتكوين علماء مرموقين وباحثين متمكنين في مجال العلوم الإسلامية والفكر الإسلاميعامة
؛
– وانطلاقا من
وعيها بما يشكله منهج التدريس المعتمد في صياغة رؤية طالب الفقه وتحديدمضمون الفقه ونوعية الفقيه
المؤمل
تأهيله ؛
– نظمت المؤسسة
يوما دراسيا حول « منهج تدريسالفقه الإسلامي في مؤسسات التعليم العالي » وذلك يومه السبت 14 ربيع
الثاني
1429الموافق 19 أبريل 2008 ، وقد دعي للمشاركة في هذا اليوم الدراسي وإغناء النقاش فيهصفوة من أهل
العلم
والفكر وأساتذة الفقه من مختلف الجامعات ومؤسسات التعليم العاليبالإضافة إلى أساتذة
المؤسسة.
– و سعى اليوم
الدراسي من خلال تناوله لموضوع تدريس الفقه فيمؤسسات التعليم العالي إلى إثارة قضيتين جوهريتين :
–
الأولى : تشخيص واقع تدريس الفقه الإسلاميفي مؤسسات التعليم العالي بالمغرب
سواء
على مستوى المناهج أو البرامج.
– الثانية
: وضعمقترحات لتطوير مناهج تدريس الفقه في هذه المؤسسات.
– و قد تم
الاستماع خلال أشغال اليوم الدراسيإلى مجموعة من العروض، ومن خلال التوجيهات التي وردت في الكلمات
الافتتاحية وتلكالتي قدمها رؤساء الجلسات، ومن خلال المناقشات التي أعقبت تلك العروض تمت
بلورةالتوصيات
الآتية توصيات ومقترحات خاصة بمنهجية التدريس
1- ربط الفقه
بأصوله النقلية؛
2- تدريسالأحكام
الفقهية مع مراعاة تأطيرها في شكل نظريات فقهية عامة ؛
3- ربط الدرس
الفقهي بالقواعدالأصولية والفقهية والمقاصد الشرعية ؛
4- الجمع بين
الحفظ والفهم والاستيعاب من أجل الوصول إلىعلاج النوازل الجديدة ؛
5- مراعاة
التدرج في تدريس مسائل الفقه من المذهب الواحد إلى المقارنة بينالمذاهب ؛
توصيات خاصة
بالمضامين
6- الانطلاق من
مصادر فقهية جامعة بوصفهامقررات عبر مراحل التعليم العالي (مع مراعاة تبسيط اللغة الاصطلاحية
وتيسيرمضمونها)
؛
7- وضع تصور
لمختلف المواد الفقهية المقترح تدريسها وإسناد هذه المهمة للأساتذةالمتخصصين ؛
8- توحيد
المقررات على الصعيد الوطني ؛
9- العناية
بالقضايا الفقهية العاصرة.
•
مقترحات خاصة بمكونات العملية التربوية (الطالب، الأستاذ،
الجامعة)
10- إعادة
النظر في معيار قبول الطلبة الراغبين في دراسة العلوم الشرعية؛
11- ضرورةتحصيل
الطلبة معارف كافية في الفقه خلال أسلاك التعليم الثانوي ؛
12- توفير
الوسائل العلميةوالفنية للأساتذة للقيام بمهامهم على أكمل وجه ؛
13- زيادة
الحصص المخصصة للفقه وخاصةالحصص التطبيقية ؛
•
مقترحات خاصة بتطوير التخصص عموما
14- الانفتاح
على تجارب العلماءفي العالم الإسلامي في مجال تطوير منهجية تدريس الفقه وصياغة
برامجه؛
15- التنسيقبين
أساتذة التخصص بإنشاء رابطة لأساتذة الفقه. وقد بدأ تفعيل هذه التوصية ووزعتعلى الأساتذة المشاركين
لائحة
لتسجيل أسمائهم.. ؛
16- التنسيق
مع الهيئات والمؤسسات ذاتالاهتمام المشترك.
و آخر دعوانا أن
الحمد لله ربالعالمين.